البصيرة السياسية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
البصيرة السياسية
[color=black]بسم الله الرحمن الرحيم
تعد الرؤية السياسية من اهم الشروط الاساسية للقائد فالسياسي يجب ان لا ينظر للسياسة بوصفها رمز دوام الرئاسة والقيادة ، واستمرار إطاعة الاُمّة للقائد وحسب ، بل عليه النظر لها بصفة تسيير امور الامة وفق منهاج قويم وصادق بالتعامل مع المقابل من اجل اذابة الاشكالات التي تعرقل مسيرة الدولة وحياة الرعية أي ما يوافق المقولة التي تقول أنّ "المُلك سياسة" .
فاُولئك القادة الذين لا يتمتّعون برؤية سياسيّة نافذة تتآكل سلطتهم ، ويهبط عهد رئاستهم إلي أقلّ مديً زمنى ، فإنّ السياسات الخاطئة هى علامة سقوط الدول وزوال الحكومات ,بسبب العجز السياسي القائم على وجود سياسيين لا يملكون الراي السديد ونظرة ثاقبة لعواقب الامور فالعجز السياسي افة تهدد القادة . فهؤلاء السياسيون تنحصر لديهم النظرة السياسية في ان "تشخيص الهدف وبلوغه يكون بأىّ طريق ممكن" . والحقيقة أنّ سياسيّى العالم فى الماضى والحاضر الذين يتعاطون هذه الممارسة رسميّاً ، لا يفهمون من "السياسة" أكثر من هذا , فهي غير مبنية على اصول ومرتكزات قيمة بل بنيت على الخداع والتحايل .
فهذا (شينفلر) أحد منظّرى السياسة وفق هذا المبني يقول : لا شأن للسياسى المحترف فى أن تكون الاُمور حقّاً أم باطلاً . فهذا المعنى متضمن ان السياسة لا تحتاج الى اسس ثابتة وقويمة وصادقة بل تعتمد على منهج عشوائي في التعامل .
علي المستوي ذاته حلّل (برتراند راسل) أيضاً الدوافع والألاعيب السياسيّة ، وتعاطي وإيّاها من خلال المنظار نفسه ، وهو يقول : "يتمثّل الحافز السياسى عند أكثر الناس بالنفعيّّة والأنانيّة والتنافس وحبّ السلطة . علي سبيل المثال : يكمن مصدر جميع الأعمال الإنسانيّة فى الممارسة السياسيّة بالعوامل المذكورة آنفاً .
فيحصر دور القائد السياسي في إقناع الناس بقدرته علي تلبية هذه الاحتياجات وإشباعها ،وان تصل قدرته فى احتواء جماهير الناس وضمّها إلي سلطته حدّاً تؤمن فيه أنّ اثنين زائد اثنين يساوى خمسة ، أو أنّ جميع هذه الصلاحيّات قد فُوّضت إليه من قِبل الله ! , وهو بهذا الاسلوب يمرر افكاره وسياساته بكل بساطة متناسيا النتائج الوخيمة لسياسته الخرساء .
ولو تاملنا مليا لوجدنا ان السياسيين المعاصرين انما يغنمون مناصبهم من خلال إقناع قطّاع واسع من الجمهور بأنّهم يتحلّون بتطلّعات إنسانيّة ، حيث صار واضحاً أنّ مثل هذا الاعتقاد يلقي قبولاً سريعاً ، إثر وجود حالة الغليان والحماس , وأنّ أنصار هذا الفكر (( الغير المنطقى)) يجدون فرصة أفضل فى الحفاظ علي حالة الهياج العام عند الأفراد ، بُغية استغلالهم وخداعهم , وربطا للماضي بالحاظر فهذه السياسة وبشكل مختصر هي (سياسة معاوية ) بعينها , فمعاوية اول من اسس هذا الاساس فتحرك على هذا المنهج العقيم وفق قاعدة ((الملك عقيم )) فهو كان مستعدا لعمل أي شي من اجل البلوغ للسلطة والدفاع عنها , والكل يعلم ما آلت اليه حكومة معاوية ولا داعي للتفصيل . فهي فاقدة للبصيرة السياسية بكل معنى الكلمة .
ان البصيرة السياسية قائمة على الأدوات السياسيّة المشروعة ، وتوظيفها لإدارة المجتمع ، وتأمين الرفاه المادّى والمعنوى للناس . بل أساساً لا تستحق السياسات غير الشرعيّة ((الفاقدة للبصيرة )) لقب "السياسة" إنّما هى المكر والخدعة والنكراء والشيطنة .
يحتاج السياسيون الى إدارة عمليّة منظمة والحفاظ على السلطة ، من خلال حُكم القلوب بتوظيف السياسات الصحيحة والشرعيّة فقط ، وسوق المجتمع صوب التكامل المادّى والمعنوى . وهذه هي البصيرة السياسية , وعلى هذا الأساس فان السياسة الحقيقية والتي تملك رؤية واضحة واسس ثابتة في إدارة المجتمع علي ضوء الاُصول الإسلاميّة ، هى عمليّة لا يمكن أن تتحقّق إلاّ من خلال التأهّل السياسى لقادة ذلك المجتمع فقط . بتعبير آخر : يعدّ التأهّل السياسى أحد الاُصول العامّة للإدارة ، وهذ ما يميّز الإسلام علي هذا الصعيد عن بقيّة المدارس والمنهجيّات فيكمن فى "مفهوم" السياسة المتبصرة والتي تقوم على اسس ثابتة بالتعامل مع المتطلبات العملية السياسية فى مقابل "مفهوم" السياسة الفاقدة للبصيرة والتي تقوم على الخداع والمكر والوصول للهدف باي وسيلة فهي لا تمتلك منهاجا منظمة وصادقا في مستجدات الاحداث بل حسب ما يمليه الظرف واسلوب علاجه باي طريقة كانت على حق هو ام باطل .
لكن مع المقارنة البسيطة مع قاعدة الملك سياسة والعقم سياسة ، سيكون المفهوم في كلا السياستين واضح:فالمُلك سياسة لم يكن يقصد أنّ التوسّل بأىّ وسيلة هو أمر مباح لبلوغ السلطة أو الحفاظ عليها ، بل علي العكس تماماً ; إذ لا يجوز استعمال الأداة السياسيّة غير الشرعيّة فيها ، حتي لو كلّف ذلك فقدان السلطة نفسها . وبهذا سوف يبلغ الشعب الرفاه والاستقرار المعيشي والاجتماعي باساليب شرعية لا يكون مردودها على الحكومة الا الخير وفي نفس الوقت ستكون الجكومة بيد سياسيين قادرين على حل امورالبلاد والعباد بسياسة (الملك سياسة لا عقيم )) . نسال الله ان يرزقنا سياسيين يمتلكون بصيرة كيما ينجوا العراق من السياسات الطائشة التي ادت الى خلط الامور وتشابكها .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين .[/r[/color
البصيرة السياسية
تعد الرؤية السياسية من اهم الشروط الاساسية للقائد فالسياسي يجب ان لا ينظر للسياسة بوصفها رمز دوام الرئاسة والقيادة ، واستمرار إطاعة الاُمّة للقائد وحسب ، بل عليه النظر لها بصفة تسيير امور الامة وفق منهاج قويم وصادق بالتعامل مع المقابل من اجل اذابة الاشكالات التي تعرقل مسيرة الدولة وحياة الرعية أي ما يوافق المقولة التي تقول أنّ "المُلك سياسة" .
فاُولئك القادة الذين لا يتمتّعون برؤية سياسيّة نافذة تتآكل سلطتهم ، ويهبط عهد رئاستهم إلي أقلّ مديً زمنى ، فإنّ السياسات الخاطئة هى علامة سقوط الدول وزوال الحكومات ,بسبب العجز السياسي القائم على وجود سياسيين لا يملكون الراي السديد ونظرة ثاقبة لعواقب الامور فالعجز السياسي افة تهدد القادة . فهؤلاء السياسيون تنحصر لديهم النظرة السياسية في ان "تشخيص الهدف وبلوغه يكون بأىّ طريق ممكن" . والحقيقة أنّ سياسيّى العالم فى الماضى والحاضر الذين يتعاطون هذه الممارسة رسميّاً ، لا يفهمون من "السياسة" أكثر من هذا , فهي غير مبنية على اصول ومرتكزات قيمة بل بنيت على الخداع والتحايل .
فهذا (شينفلر) أحد منظّرى السياسة وفق هذا المبني يقول : لا شأن للسياسى المحترف فى أن تكون الاُمور حقّاً أم باطلاً . فهذا المعنى متضمن ان السياسة لا تحتاج الى اسس ثابتة وقويمة وصادقة بل تعتمد على منهج عشوائي في التعامل .
علي المستوي ذاته حلّل (برتراند راسل) أيضاً الدوافع والألاعيب السياسيّة ، وتعاطي وإيّاها من خلال المنظار نفسه ، وهو يقول : "يتمثّل الحافز السياسى عند أكثر الناس بالنفعيّّة والأنانيّة والتنافس وحبّ السلطة . علي سبيل المثال : يكمن مصدر جميع الأعمال الإنسانيّة فى الممارسة السياسيّة بالعوامل المذكورة آنفاً .
فيحصر دور القائد السياسي في إقناع الناس بقدرته علي تلبية هذه الاحتياجات وإشباعها ،وان تصل قدرته فى احتواء جماهير الناس وضمّها إلي سلطته حدّاً تؤمن فيه أنّ اثنين زائد اثنين يساوى خمسة ، أو أنّ جميع هذه الصلاحيّات قد فُوّضت إليه من قِبل الله ! , وهو بهذا الاسلوب يمرر افكاره وسياساته بكل بساطة متناسيا النتائج الوخيمة لسياسته الخرساء .
ولو تاملنا مليا لوجدنا ان السياسيين المعاصرين انما يغنمون مناصبهم من خلال إقناع قطّاع واسع من الجمهور بأنّهم يتحلّون بتطلّعات إنسانيّة ، حيث صار واضحاً أنّ مثل هذا الاعتقاد يلقي قبولاً سريعاً ، إثر وجود حالة الغليان والحماس , وأنّ أنصار هذا الفكر (( الغير المنطقى)) يجدون فرصة أفضل فى الحفاظ علي حالة الهياج العام عند الأفراد ، بُغية استغلالهم وخداعهم , وربطا للماضي بالحاظر فهذه السياسة وبشكل مختصر هي (سياسة معاوية ) بعينها , فمعاوية اول من اسس هذا الاساس فتحرك على هذا المنهج العقيم وفق قاعدة ((الملك عقيم )) فهو كان مستعدا لعمل أي شي من اجل البلوغ للسلطة والدفاع عنها , والكل يعلم ما آلت اليه حكومة معاوية ولا داعي للتفصيل . فهي فاقدة للبصيرة السياسية بكل معنى الكلمة .
ان البصيرة السياسية قائمة على الأدوات السياسيّة المشروعة ، وتوظيفها لإدارة المجتمع ، وتأمين الرفاه المادّى والمعنوى للناس . بل أساساً لا تستحق السياسات غير الشرعيّة ((الفاقدة للبصيرة )) لقب "السياسة" إنّما هى المكر والخدعة والنكراء والشيطنة .
يحتاج السياسيون الى إدارة عمليّة منظمة والحفاظ على السلطة ، من خلال حُكم القلوب بتوظيف السياسات الصحيحة والشرعيّة فقط ، وسوق المجتمع صوب التكامل المادّى والمعنوى . وهذه هي البصيرة السياسية , وعلى هذا الأساس فان السياسة الحقيقية والتي تملك رؤية واضحة واسس ثابتة في إدارة المجتمع علي ضوء الاُصول الإسلاميّة ، هى عمليّة لا يمكن أن تتحقّق إلاّ من خلال التأهّل السياسى لقادة ذلك المجتمع فقط . بتعبير آخر : يعدّ التأهّل السياسى أحد الاُصول العامّة للإدارة ، وهذ ما يميّز الإسلام علي هذا الصعيد عن بقيّة المدارس والمنهجيّات فيكمن فى "مفهوم" السياسة المتبصرة والتي تقوم على اسس ثابتة بالتعامل مع المتطلبات العملية السياسية فى مقابل "مفهوم" السياسة الفاقدة للبصيرة والتي تقوم على الخداع والمكر والوصول للهدف باي وسيلة فهي لا تمتلك منهاجا منظمة وصادقا في مستجدات الاحداث بل حسب ما يمليه الظرف واسلوب علاجه باي طريقة كانت على حق هو ام باطل .
لكن مع المقارنة البسيطة مع قاعدة الملك سياسة والعقم سياسة ، سيكون المفهوم في كلا السياستين واضح:فالمُلك سياسة لم يكن يقصد أنّ التوسّل بأىّ وسيلة هو أمر مباح لبلوغ السلطة أو الحفاظ عليها ، بل علي العكس تماماً ; إذ لا يجوز استعمال الأداة السياسيّة غير الشرعيّة فيها ، حتي لو كلّف ذلك فقدان السلطة نفسها . وبهذا سوف يبلغ الشعب الرفاه والاستقرار المعيشي والاجتماعي باساليب شرعية لا يكون مردودها على الحكومة الا الخير وفي نفس الوقت ستكون الجكومة بيد سياسيين قادرين على حل امورالبلاد والعباد بسياسة (الملك سياسة لا عقيم )) . نسال الله ان يرزقنا سياسيين يمتلكون بصيرة كيما ينجوا العراق من السياسات الطائشة التي ادت الى خلط الامور وتشابكها .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين .[/r[/color
السياسة الرمزية
بارك فيك اخي الفاضل وادام الله بقائك على هذا الموضوع ولكن للاسف يا اخي ان الغالبية العظمى من سياسيينا هم من اصحاب السياسة الرمزية التي ذكرتها ، سبحان الله قبل الانتخابات عندما علمنا بوجود اسماء رنانه مرشحة للانتخابات قلنا ان الله يمهل ولا يهمل ها قد عدنا نمسك العصا وسننجح بقيادة المجتمع ونوصله الى بر الامان ولكن !!!!!!!! عندما وصل اصحابنا الى مقاعدهم تغيير الميزان واصبحوا اعداء تحت خيمه واحدة لا لشيء إلا للا شيء ؟؟؟؟ اعتقد ان الرد مفهوم
ابو نور الهدى الناصري- المساهمات : 55
تاريخ التسجيل : 05/03/2008
رد: البصيرة السياسية
نعم اخي العزيز
وبارك الله بك لمشاركتنا في المواضيع
في الحقيقة ان السياسة الحقيقية هي سياسة علي بن ابي طالب
وسياستهم هي قيادة القلوب وليست الابدان
نتمنى منك التواصل بكتاباتك اخونا العزيز واهلا بك في منتدى اذرع المرجعية
وبارك الله بك لمشاركتنا في المواضيع
في الحقيقة ان السياسة الحقيقية هي سياسة علي بن ابي طالب
وسياستهم هي قيادة القلوب وليست الابدان
نتمنى منك التواصل بكتاباتك اخونا العزيز واهلا بك في منتدى اذرع المرجعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى