منتدى اذرع المرجعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل يرفع الاعلام الاسلامي الاثم عن الامة

اذهب الى الأسفل

هل يرفع الاعلام الاسلامي الاثم عن الامة Empty هل يرفع الاعلام الاسلامي الاثم عن الامة

مُساهمة  الاعلامي السبت مارس 08, 2008 3:46 am

هل يرفع الاعلام الاسلامي الاثم عن الامة ؟

رسالة الاعلام الاسلامي اليوم في قيادة الامة الى شاطيء الامان والدفاع عن ثوابتها ليست شرفاً او بطراً او لسد فراغ بل هي مهمة صعبة وحيوية، وهذا ما لا نقوله نحن بل قاله المفكرون والدعاة وزعماء الامة والمصلحون في اكثر من مناسبة، واكدته الشواهد الحضارية ومجريات الحياة المعاصرة اليوم بعد ان تعرضت الشريعة الاسلامية الى ما ندى من إهمال وهجوم قاسٍ وتشويه.



هذا الذي جرى ويجري دفع المختصين بالاعلام الاسلامي وغير المختصين الى اعتبار الدعوة الاسلامية من خلال الاعلام فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وبعضهم اعتبرها فرض كفاية وكلا الحالتين فيهما اشارة واضحة الى اهمية العمل الاعلامي اليوم وضرورة عناية الامة به. ومعلوم ان معنى فرض العين في الفقه الاسلامي، هو العمل المكلف به كل مسلم ومسلمة، فلا يسقط عن اي احد منهم، ويعاقب على عدم فعله ... اما فرض الكفاية فمعناه العمل الذي إذا قام به بعض المسلمين سقط عن الآخرين، كمهنة الطب مثلاً، هي ضرورية للمسلمين ولكن ليس مطلوب من كل المسلمين ان يصبحوا اطباء. اما فرض العين المكلف به الجميع فهو كأمر القيام بالدعوة الى دين الله تعالى، وهو واجب على كل المسلمين مهما تكن الظروف.فلماذا اشار المختصون والباحثون الى فرضية الاعلام الاسلامي بين العين والكفاية؟! وهل ادركت الامة بقياداتها وقواعدها هذا الواجب وعملت على إدارته؟!معلوم ان مهمة الانسان الأولى في الحياة هي العبادة، فلم يخلق إلاّ لذلك، اما مهمته الثانية فهي بلا شك الدعوة الى الله والتي اكدتها آيات قرآنية كثيرة، كقوله تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)... والاستشهاد بهذه الآية المباركة هو لارتباط الدعوة بالاعلام، فكل دعوة هي إعلام، وكل إعلام هي دعوة، وما بينهما من فروق طفيفة هي في اقل من الثانويات التي يتعلق بعضها بالاداة او الوسيلة او خاصية من خواصها، فصلاة الجمعة دعوة وإعلام، وصفحة الانترنت إعلام ودعوة الى شيء ما، فاذا اضفنا الى ذلك امر تكليفنا من الله تعالى بنشر دينه كمسلمين، اصبح ذلك اكثر التصاقاً بنا واعمق وجوباً في العمل.ان امر تعلم بعض افراد الامة الطب –مثلاً- او اي شأن مهني آخر ثم الاستناد فيه الى حاجة المجتمع وضرورة مسيرة حياته اليومية، يكاد يكون هذا الامر منظماً ويسدَّ خلله اذا ما حصل، لكن المشكلة تكمن فيما يُعد تكليفاً عاماً لكل الناس، حيث برز معه التفاصيل والحالات المختلفة حتى في امر العبادات كالصلاة مثلاً. والقائلون ان الاعلام فرض كفاية استندوا الى قوله تعالى: (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [التوبة: 122].بمعنى ان العاملين بالاعلام والمختصين به اذا عملوا في هذا المجال فقد اكتفت الامة بذلك وسقط اثم عدم إدائه عن الجميع إلاّ إن ارتباط الاعلام بالدعوة يجعلنا نتوقف عند هذه النقطة، لنقرر –مع آخرين- إنه قول متساهل به. لفرضية الدعوة على الجميع، ولارتباط الاعلام بها، اصبح امر الاعلام فرض عين هو الآخر، لصلاحية وسائل الاعلام للدعوة ونشر دين الله كما تصلح لنشر الرذيلة والشرك والالحاد لمرور الرسالة الاعلامية المعدة لذلك عبرها.ولذلك فأمر الدعوة الاسلامية من خلال الاعلام يختلف عن أي امر آخر، ففي الوقت الذي لم تكن هناك فضائيات او صحف او انترنيت كانت الدعوة من خلال الاتصال الشخصي وخطب الجمعة وتبليغ الآيات القرآنية. ولو كانت –آنذاك- وسائل الاعلام الحديثة متوفرة، لما تردد المسلمون الاوائل من استخدامها لكونها واسطة العصر في الاتصال، واداة الوقت في ايصال الدعوة والفكرة والمعلومة، وقد ادرك علماء الامة هذه الحقيقة فهم يساهمون في الدعوة الى دين الله تعالى من خلال التلفاز والانترنت والصحافة وغيرها من وسائل وادوات اعلامية حديثة.فالنتيجة التي نصل اليها بعد ذلك كله –هي- ولا ندعي اننا وحدنا من يقول بذلك ايضاً- إن ارتباط الدعوة بالاعلام حتَّ علينا ان نقرر بعد الملاحظة وقراءة الشواهد، ان فرض العين وفرض الكفاية مرتبطان هنا مع بعضهما وبصورة اخرى يكمل احدهما الآخر. فما دام المسلمون جميعاً مكلفون بالدعوة لدين الله تعالى ومادامت وسائل الاعلام تصلح لهذه الدعوة، فيصبح على كل من يدعو لدين الله ويأمر بالمعروف ان لا يتردد في انتهاج طريق استخدام الوسيلة الاعلامية حين يتمكن من ذلك، فان لم يستطع قصر جهوده على الاتصال الشخصي او الدعوة في محيطه القريب حسب مقدرته وثقافته التي يملكها اما في الجانب الآخر فالاختصاص مطلوب وعلى فئة الاعلاميين وهم الاكثر عمقاً في الاتجاه والدعوة والاعلام عبر وسائل الاعلام وإكتساب المهارات وتطوير امكانياتهم والتعمق في مجال الاعلام تقنيا وفنياً مع التحلي بالعقيدة الاسلامية والعمل ضمن الضوابط الشرعية للاعلام الاسلامي، وهذا هو المطلوب في مواصفات العامل في مجال هذا الاعلام.لقد فرض الكثير من المختصين والدعاة العاملين في مجال الاعلام الاسلامي نظرية الاندماج العملي بين فرض العين وفرض الكفاية بالنسبة للمسلم، نظراً لما تتطلب العلاقة الوثيقة بين الدعوة والاعلام وتداخلها في كثير من مجالات الحياة، إلاّ إن الكثير من افراد المجتمعات المسلمة لم يفهم هذا، فنظر بعضهم الى وسائل الاعلام بانها ضرر وشر مستطير ينبغي مقاطعته، ورأى بعضهم انه غير مسؤول عن ما تبثه بعضها من سموم، ففتح لها الباب على مصراعيه، والاقل منهم من دعى دوره وأدرك ان جزءا من مسؤوليته الاعلامية هي اختيار القناة المناسبة والبرامج الملائمة ووقت اغلاق التلفاز او الخوض في شبكة الانترنيت العالمية. كما إن جزءاً من فرضية الاعلام تتطلب من الجميع نصرة الاعلام الاسلامي والاعلامي العمل في هذا الميدان بالتأييد والتشجيع والنصيحة، بل ان التطورات الحديثة في ما يسمى (تلفزيون الواقع) تحدث مشاركات اوسع للمتابع في صناعة البرامج الاعلامية، فعلى المسلم الواعي المساهمة فيها بالدعوة والارشاد والنصح على قدر ما يستطيع، اضافة الى وجوب ابتعاد المسلم المختص بالعمل الاعلامي عن العمل في اية برامج او وسائل اعلام تستهدف الاسلام وتتعمد إلحاق الضرر به.اما دور الامة وولاة الامر فيها فيما يخص النظرة الى كون الاعلام الاسلامي فرض على الامة، فهو دور خطير وكبير، يوجب عليهم الاهتمام بقضايا هذا الاعلام بتشجيع العمل فيه ووفق ضوابط وشن الحرب المعلنة على اي نمط اعلامي يخالف الضوابط الشرعية للاعلام الاسلامي وذلك بعدم المساس بالعقيدة والثوابت الاسلامية، والابتعاد عن البرامج الاعلامية التي تشجع على نبذ تراث الامة وتأريخها مقابل إتباع الاعلام الغربي، الذي الحق دماراً بديننا كبير جداً، كون الاعلام الاسلامي فرضاً على الامة هي حقيقة نظرية ثابتة من خصائص الاعلام الاسلامي، والنظرية تتطلب تطبيقاً، من رجال الامة: مسؤولين، دعاة، واعلاميين ومواطنين، فالكف الواحد لايفلح في التصفيق وتحريك الهواء بيد واحدة لن يجدي شيئاً مالم يقابله كف آخر، ونية مخلصة للدفاع عن ثوابت الامة في مجال الاعلام، خاصة إن العالم اليوم يخوض صراعاً اعلامياً على مستوى عالٍ، وقد بلغ فيه غيرنا مبلغاً متقدماً في عدد ونوع الفضائيات وفي مواقع الانترنيت وفي حجم وعدد المطبوعات، بل والاموال الطائلة الموظفة لغرض كسب الصراع اعلامياً وفكرياً، فاذا نجح الاعلام المعادي بكسب ثقة المتابع المسلم فلا فائدة فيه وهو يعثر بجسده بيننا، بينما عقله وافكاره ليست بيننا، وتلك هي الخسارة الكبرى.ان مساهمتنا جميعاً في تعزيز العمل بالضوابط المطلوبة للاعلام الاسلامي بادراكنا لدورنا فيه، قادة واتباع، مسؤولين وشعوب، كفيل برفع الاثم عن الامة جميعاً، فهي مسؤولة مشتركة تمثل فيها القاعدة الاطار السليم، القوي، الجميل الذي يحتضن بحرص الالوان والرموز الجميلة التي هي اكثر إختصاصاً وقرباً من العمل الدؤوب في ساحة الاعلام الاسلامي

الاعلامي

المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 01/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى