تثقيــــــــف الناخبيــــــــــن
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تثقيــــــــف الناخبيــــــــــن
تثقيف الناخبين
في هذا القسم نستعرض :
سبل تنفيذ برامج تثقيف الناخبين في سياقات شتى. وتُعرض فيه بالتفصيل مختلف طرق تثقيف الناخبين إضافةً إلى مراحل إعداد برنامج ملائم، مثمر، ومتكيِّف مع الناخبين.
إضافة إلى محاولة الإجابة عن الأسئلة التالية:
- ما هي المبادىء التي ينبغي أن تقوم عليها برامج تثقيف الناخبين؟
- ما هو التأثير الذي يحدثه سلوك مديري الانتخابات في البرامج التثقيفية؟
- كيف يمكن تشجيع المواطنين على المشاركة التطوّعية في تثقيف الناخبين؟
- كيف يمكن الحدّ من كلفة برامج تثقيف الناخبين؟
- مَن ينبغي أن يكون مسؤولاً عن تثقيف الناخبين؟
تثقيف الناخبين:تشمل عبارة "تثقيف الناخبين" في القاموس مجموعة واسعة من الأهداف. ويعني البعض بها : إبلاغ معلومات انتخابية ليس إلاَّ. ولعلَّ التعريف الأقرب للصحة هو التالي:كل نشاط تثقيفي يُقام في فترة الانتخابات بهدف التشجيع على الانتخاب وتعزيز الديمقراطية.بالطبع، ليس هذا هو الوقت الوحيد الذي يمكن أن يستفيد فيه من هذا الإعلام الأشخاصُ المؤهَّلون قانونياً للتصويت أو الذين هم على وشك التأهُّل لذلك.ففي الواقع، تعني العبارة أيضاً أنشطة تثقيفية دائمة. وثمة تمييز بين هذا النوع من التثقيف و"الحملات الإعلامية" التي تجري وقت الانتخابات؛ في بعض الحالات يكون هذان النشاطان . بل ينبغي أن يكونا، بإدارة هيئتين مختلفتين.
منذ بضع سنوات، تُدرج تحت عنوان تثقيف الناخبين أنشطة إعلامية متمحورة ليس حول الديمقراطية والانتخابات عموماً، بل حول قضايا انتخابية خاصة.وقد دعم هذا التعريف تصوَّر البعض القائل إن تثقيف الناخبين هو نشاط ايديولوجي أو حزبي يجب أن يُترك لأحزاب سياسية يمكن تحديد هويتها. مع ذلك، فإنَّ معظم مديري الانتخابات ينظرون باستحسان إلى هذا النوع من التثقيف الحزبي لأنهم يرون أن التثقيف بنوعيه يساعد كثيراً على حسن سير الانتخاب ورفع نسبة مشاركة الناخبين.
تبرير تثقيف الناخبين
تشجّع البرامج التثقيفيَّة على المشاركة الناشطة في الانتخابات وتقدّم إلى الناخبين معلومات واضحة حول اجراءات الاقتراع. فهي تساعد الناخبين على أن يفهموا بمزيد من التمييز المعلومات المنشورة من قبل الأحزاب في أثناء الحملات الانتخابية، وتعلمهم بنوع الحكومة التي ستتألف عقب الانتخابات (أو بالتوجّه المختار في حال المبايعة أو الاستفتاء).
ويمكن أن يساهم هذا الإعلام في خفض كلفة استحقاق انتخابي وفي زيادة مشاركة الناخبين والحدّ من التوتُّرات ومظاهر التعصُّب، وفي حمل الناخبين، في ظروف نزاعية، على تقبّل نتائج الانتخاب. ويهدف تنفيذ البرامج التثقيفيَّة إلى تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه، كلياً أو جزئياً. غير أن هذه البرامج لا يمكن أن تكفي وحدها لبلوغ كل تلك الأهداف
المشروعة.فتثقيف الناخبين يجري في أثناء الاستحقاق الانتخابي وفي سياق سياسي، وهو لا يمكن أن يحلّ محلّ تخطيط انتخابي جيّد، ولا محلّ تطبيق آليات سياسية عادلة وديمقراطية.
المبادىء الرئيسية
ينبغي أن تُدرج في برامج تثقيف الناخبين مبادىء رئيسية منها :
- الإعلام والتثقيف مترابطان على نحو وثيق:يميل مديرو الانتخابات إلى التمييز بين مهامهم الاتصاليَّة وتلك الإعلاميَّة أو التثقيفيَّة. فالأنشطة الاتصاليَّة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسيرورة اتّخاذ القرارات، في حين أن الأنشطة التثقيفيَّة تندرج في هدف آخر أكثر تخصُّصاً.
ولا بدّ من التوفيق بين هذه المهام الثلاث. ومن الممكن تعزيز دور كلّ من هذه الأنشطة بفضل دعاية فعّالة متمحورة حول السيرورات الإدارية للانتخابات، وبفضل حملات إعلامية انتخابية وبرامج تثقيفية متمحورة حول دور الانتخابات.
ويتعيَّن على المسؤولين عن التثقيف أن يطلبوا تعليقات الناخبين وممثّلي الأحزاب السياسية والجمهور الواسع إذا أرادوا أن يحسنوا توجيه حملاتهم الإعلامية؛ كما يتعيَّن عليهم أن ينقلوا معلومات موافَق عليها من قبل مديري الانتخابات لكسب ثقة الناخبين.
في الواقع، يُظهر هذا القسم أهمية مشاركة مديري الانتخابات في البرامج التثقيفية، ويبيّن، بأوجه شتى، كيف يمكن أن تساهم المواقف الإيجابية والحكيمة لمديري الانتخابات في تخفيف الموازنة المخصَّصة للتثقيف. إنّ مختلف تقنيات الاتصالات والإعلام والتثقيف متداخلة. وعليه، تمثّل تقنيات الدعاية والتسويق مكمّلاً جيداً لطرق التثقيف الجماهيري والجماعي. وينبغي أن يرتكز اختيار الطرق على الهدف المقصود والسياق المعني والموارد المتاحة، وليس على رأي مسبق بما يجدر فعله.
برامج تثقيف الناخبين
الفنون والثقافة
الاعتبارات الإدارية
إدارة بطيئة أحياناً بسبب التعدّد
تواصل صعب أحياناً بين المسؤولين عن التثقيف والفنانين
الاعتبارات المالية
نفقات أساسية مرتفعة
إمكان تحقيق انعكاسات مفيدة
وسائل الإعلام
الاعتبارات الإدارية
جمهور واسع جداً (من المستمعين والمشاهدين)
صعوبة تقويم الانعكاسات
الاعتبارات المالية
تكاليف مرتفعة
المطبوعات
الاعتبارات الإدارية
ضرورة التعاون الوثيق بين المسؤولين عن التثقيف والناشرين.
الاعتبارات المالية
تكاليف الوحدة منخفضة - تكاليف التوزيع والتخزين مرتفعة
المقابلات الشخصية
الاعتبارات الإدارية
إدارة بطيئة بالنسبة إلى المسؤولين عن التثقيف.
الاعتبارات المالية
تكاليف منخفضة إذا تمَّت الاستعانة بالعمل التطوعي.
الإفادة القصوى من العمل التطوّعي
غالباً ما يفتقر مديرو الانتخابات إلى المال الكافي حين يحين أوان وضع البرامج التثقيفية التي تكون أحياناً مكلفة جداً وصعبة الإدارة. ويتعيَّن على المسؤولين عن إعلام أو تثقيف الناخبين أن يسعوا للاستعانة في أكثر الأحيان بالعمل التطوعي والمجاني.
وهكذا، ينبغي على مديري الانتخابات، بدلاً من إنشاء دوائر تثقيفية ضخمة ومن محاولة القيام بكل شيء بأنفسهم، أن يعدّوا خططاً دقيقة لتشجيع مشاركة المواطنين في هذا المجال. ومن حسنات هذا الحلّ أنه يحدّ من التكاليف الإدارية ويُشرك المواطنين في السيرورة الانتخابية والديمقراطية.
ثمة اختيار متاح لمديري الانتخابات بين طرائق عدة، وبفضل تقدّم تقانة الإعلام، يستطيع الناخبون أن يؤدوا دوراً مباشراً أكثر فأكثر في تثقيف الناخبين. ويجب أن تكون تحت تصرّف المسؤولين عن التثقيف منافذ إلى جميع أنواع المعلومات، من نشرات إعلامية وتعليمات، إضافة إلى موارد أخرى مثل الملصقات والرسوم. وعلى مديري الانتخابات أن يلتقوا دورياً وسائل الإعلام والمنظمات الأهلية لتحفيزها على المشاركة.
يجب أن تقوم الأنشطة التثقيفيَّة على أهداف محدَّدة لا على طرائق معيَّنة:
هناك مجموعة واسعة من الطرائق لتثقيف الناخبين. لكنَّ بعضها أكثر فاعلية وأقلّ كلفة من البعض الآخر. وقبل اختيار طريقة معيَّنة، من المفيد تحديد أهداف واضحة. ويمكن الاختيار بين طرائق عدّة لقلّة الموارد المالية أو بسبب عامل الوقت دون المساس بهدف البرنامج.
المسؤولية في بعض البلدان، تُناط مسؤولية تثقيف الناخبين (المتمحور حول طريقة التصويت وأهمية ممارسة حق الاقتراع) بالأحزاب السياسية، لأن القيام بهذا النشاط بطريقة محايدة أمر مستحيل بحسب عقليَّة هذه البلدان. وفي بلدان أخرى، لا توجد أية مشكلة، في حين لا يبدو التثقيف المحايد ممكناً في أماكن أخرى إلاَّ إذا اقترن برقابة صارمة جداً. إذاً، على كل بلد أن يجد المقاربة التي تناسبه، وخصوصاً إذا كان ينوي تنظيم العملية أو قوننتها؛ غير أن معظم البلدان تميل إلى عدّ إعلام الناخبين كنشاط أساسي في السيرورة الانتخابية، والتثقيف كمهمة من مهمات الجهاز الانتخابي أو أي جهاز حكومي آخر. أما التثقيف الأعمُّ حول الديمقراطية نفسها، فيُترك للتجربة المُعاشة أو لمبادرة المواطنين.
إزاء قلّة اهتمام الشبان بالسيرورة الانتخابية وبممارسة واجباتهم المدنية، تتساءل بعض الديمقراطيات العريقة، منذ مدة، حول مدى "عمق" نظامها الديمقراطي. ويُحكى أكثر فأكثر عن إدخال التربية المدنية في البرامج المدرسية. كما يدور تساؤل إذا لم يكن ثمة ما يدعو إلى تغيير الديمقراطية ونظام الحكم أو النظام الانتخابي، بدلاً من المراهنة بصورة أساسية على تثقيف الناخبين. وللأسف، إنَّ الجدل حول المشاركة المدنية والديمقراطية يظلّ بعيداً من الجدل المتعلِّق بتثقيف الشعب.
يشير هذا القسم إلى هذه المناقشات وإلى بعض البرامج المدرسية، لكنه يتناول بصورة أساسية أفضل الطرائق لتثقيف الراشدين.
التخطيط
إنّ مراحل التخطيط لبرامج تثقيف الناخبين هي التالية:
01 صياغة تفويض الجهاز المسؤول عن البرنامج:
يتعيَّن على الجهاز المسؤول أن يحدّد تفويضه التشريعي أو التعاقدي. وإذا كان الجهاز قد فوَّض نفسه بنفسه (جهاز غير حكومي)، فمن واجبه أن يصوغ بوضوح دوره وأهدافه.
02 تحليل الوسط: لكل بلد خصائصه الذاتية، وكل انتخاب يجري في سياق اجتماعي- اقتصادي، سياسي وثقافي خاص. وهذا السياق يحدّد اختيار الرسائل التي سيتمّ بثّها، والطرق المستخدمة والكوادر البشرية اللازمة. بناء عليه، تقوم المرحلة الأولى على إجراء تحليل معمَّق للوسط. وعلى الأمد الطويل، سوف يمكّن هذا التحليل من تحقيق اقتصاد في المال والوقت.
03إعداد الاستراتيجية: بعد ذلك، يتعيَّن على المسؤولين عن تخطيط البرامج تنفيذ الخطوات التالية: - تحديد مجموعة الأدوات التي سيستخدمونها للإعلام والتثقيف: وسائل الإعلام، مؤسسات تعليمية، منظمات أهلية، مقابلات شخصية، مطبوعات، برامج إذاعية أو تلفزيونية.
- إيجاد شركاء.
- صوغ الرسائل الملائمة.
04إعداد البرنامج:
حين تحدَّد الاستراتيجية، يكون أمام المخطّطين الاختيار بين مجموعة واسعة من الطرائق التثقيفية المجرَّبة كي يبلغوا أهدافهم بأفضل ما يمكن من الفاعلية والجدوى والسرعة. ويصف هذا القسم الطرق المتاحة المتعددة، والتي يستهدف بعضها جمهوراً معيّناً: الأميّون، الأشخاص القليلو التعلّم، الأشخاص المقيمون في مناطق ريفيَّة أو في المراكز الحضرية الكبرى. ففي عالم اليوم المعقَّد، حيث تختلط تقانة الإعلام بالتقاليد الإثنية والفلسفية، لا شكَّ في أن تثقيف الناخبين عمل يتطلَّب قدراً كبيراً من الإبداع.
تنفيذ البرامج: ينبغي أن ينفَّذ البرنامج بالتعاون مع مديري الانتخابات. وفي فترة الانتخابات، قد تكون روزنامة التحرّك مضغوطة جداً.
المتابعة والتقويم
يمكن أن تتابَع البرامج التثقيفيَّة من كثب، وأن تخضع للتقويم، لأن الآمال سامية ومن الصعب جداً تقويم النجاح في تحقيقها.
استخلاص العبَر
على المسؤولين أن يستخلصوا العبَر التي ستساعدهم على إعداد البرامج المقبلة. وقد يضطرّون أحياناً إلى تقويم كل مرحلة من مراحل البرنامج المنفَّذ بهدف تحديد إطار البرنامج المقبل على وجه أفضل، ورسم الاستراتيجية المقبلة.
تأثير التخطيط في التكاليف والفاعلية يساهم التقويم الدوري للبرنامج في تقليص دورة التخطيط وكلفة البرنامج المقبل، كما يتيح التقويم الجيّد تحسين كفايات الموظفين وخبراتهم، وبالتالي خفض النفقات. إضافةً إلى ذلك، يسمح بترسيخ المفهوم الديمقراطي على نحو أعمق في ثقافة البلد. وهذا يتطلَّب الانتظام والاستمرارية.
للأسف، هناك أمثلة تثبت أن الأنشطة الإعلامية والتثقيفية التي تُقام في أثناء استحقاق انتخابي ليس لها سوى تأثير ضعيف جداً في البرنامج التثقيفي للانتخابات اللاحقة. فالبلدان التي تلزم مديري الانتخابات بتقديم تقارير بصورة دورية، وليس وقت الاستحقاق الانتخابي فقط، والتي تحثّهم على تقويم أنشطتهم هي التي تقدّم البرامج الأكثر ترابطاً والأكثر فاعلية.
يقدّم هذا القسم، بدلاً من أن يعرض دراسة حالات، عيّنات عديدة من وثائق تثقيفية مستخدمة في سياقات شتى. ولكن، للأسف، حتى هذه الأمثلة ليست شاملة.
وتبقى خير وسيلة لنشر المعلومات هي "التلقيح المتقاطع" لآليات آتية من عدد كبير من القيّمين على التثقيف، المهتمّين بتبادل ملاحظاتهم في إطار ندوات، وبرامج تبادل ومناقلات قصيرة الأجل.
اعتبارات إدارية ومالية أخرى
عام 1994، خصَّص جهاز في جنوب أفريقيا الكثير من المال والوقت لإنتاج شريط فيديو تثقيفي حول اجراءات الاقتراع. وقد أُنجز الشريط في اليوم نفسه الذي تقرَّر فيه تغيير الاجراءات واستخدام بطاقتَي اقتراع بدلاً من واحدة.
وثمة أمثلة عديدة أخرى تُظهر إلى أيّ مدى تنقل الوثائق التثقيفية أحياناً معلومات خاطئة (مواعيد، تدابير، أسماء مديرين، رموز، شكل بطاقة الاقتراع وأنظمة). فالقيّمون على التثقيف يحتاجون إلى الوقت لإعداد الوثائق ونشرها؛ وفي غياب التعاون الوثيق بين مديري الانتخابات والمسؤولين عن التثقيف، لا مفرّ من الوقوع في أخطاء مكلفة.
غير أن المسؤولين عن التثقيف يقيمون علاقات يومية مع الناخبين. وهم بالتالي في وضع يمكّنهم من الحكم بأن الناخبين لن يتقبَّلوا نظام اقتراع جديداً أو قراراً متعلّقاً بتنظيم مكاتب الاقتراع أو بسلوك الأحزاب. فلا جدوى إذاً من إضاعة المال والوقت لخلق برامج تثقيفية معقَّدة بغية التعويض من قرارات غير حكيمة أو عن أنظمة بالغة التعقيد. فالتخطيط الطويل الأمد يسمح بتقويم البرنامج قبل البدء بتنفيذه لتصحيح الأخطاء الواردة فيه، والتفاوض على أفضل الأسعار مع مقدّمي الخدمات وإجراء التعديلات اللازمة لتحسين التنسيق ومضاعفة الأنشطة.
على العموم، يمثّل تثقيف الناخبين عنصراً أساسياً من عناصر الموازنة الانتخابية، وخصوصاً إذا كان مرتبطاً بالنفقات الدعائية والإعلامية. بيد أنه لا ينبغي عدّه نشاطاً "اختيارياً"، منفَّذاً مجاناً أو منوطاً بآخرين. ويتعيَّن على مديري الانتخابات أن يتأكّدوا من أن الأشخاص المكلّفين تخطيط البرامج التثقيفية يشاركون في وضع الموازنة الأصلية وتقديرات الموازنة.
في هذا القسم نستعرض :
سبل تنفيذ برامج تثقيف الناخبين في سياقات شتى. وتُعرض فيه بالتفصيل مختلف طرق تثقيف الناخبين إضافةً إلى مراحل إعداد برنامج ملائم، مثمر، ومتكيِّف مع الناخبين.
إضافة إلى محاولة الإجابة عن الأسئلة التالية:
- ما هي المبادىء التي ينبغي أن تقوم عليها برامج تثقيف الناخبين؟
- ما هو التأثير الذي يحدثه سلوك مديري الانتخابات في البرامج التثقيفية؟
- كيف يمكن تشجيع المواطنين على المشاركة التطوّعية في تثقيف الناخبين؟
- كيف يمكن الحدّ من كلفة برامج تثقيف الناخبين؟
- مَن ينبغي أن يكون مسؤولاً عن تثقيف الناخبين؟
تثقيف الناخبين:تشمل عبارة "تثقيف الناخبين" في القاموس مجموعة واسعة من الأهداف. ويعني البعض بها : إبلاغ معلومات انتخابية ليس إلاَّ. ولعلَّ التعريف الأقرب للصحة هو التالي:كل نشاط تثقيفي يُقام في فترة الانتخابات بهدف التشجيع على الانتخاب وتعزيز الديمقراطية.بالطبع، ليس هذا هو الوقت الوحيد الذي يمكن أن يستفيد فيه من هذا الإعلام الأشخاصُ المؤهَّلون قانونياً للتصويت أو الذين هم على وشك التأهُّل لذلك.ففي الواقع، تعني العبارة أيضاً أنشطة تثقيفية دائمة. وثمة تمييز بين هذا النوع من التثقيف و"الحملات الإعلامية" التي تجري وقت الانتخابات؛ في بعض الحالات يكون هذان النشاطان . بل ينبغي أن يكونا، بإدارة هيئتين مختلفتين.
منذ بضع سنوات، تُدرج تحت عنوان تثقيف الناخبين أنشطة إعلامية متمحورة ليس حول الديمقراطية والانتخابات عموماً، بل حول قضايا انتخابية خاصة.وقد دعم هذا التعريف تصوَّر البعض القائل إن تثقيف الناخبين هو نشاط ايديولوجي أو حزبي يجب أن يُترك لأحزاب سياسية يمكن تحديد هويتها. مع ذلك، فإنَّ معظم مديري الانتخابات ينظرون باستحسان إلى هذا النوع من التثقيف الحزبي لأنهم يرون أن التثقيف بنوعيه يساعد كثيراً على حسن سير الانتخاب ورفع نسبة مشاركة الناخبين.
تبرير تثقيف الناخبين
تشجّع البرامج التثقيفيَّة على المشاركة الناشطة في الانتخابات وتقدّم إلى الناخبين معلومات واضحة حول اجراءات الاقتراع. فهي تساعد الناخبين على أن يفهموا بمزيد من التمييز المعلومات المنشورة من قبل الأحزاب في أثناء الحملات الانتخابية، وتعلمهم بنوع الحكومة التي ستتألف عقب الانتخابات (أو بالتوجّه المختار في حال المبايعة أو الاستفتاء).
ويمكن أن يساهم هذا الإعلام في خفض كلفة استحقاق انتخابي وفي زيادة مشاركة الناخبين والحدّ من التوتُّرات ومظاهر التعصُّب، وفي حمل الناخبين، في ظروف نزاعية، على تقبّل نتائج الانتخاب. ويهدف تنفيذ البرامج التثقيفيَّة إلى تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه، كلياً أو جزئياً. غير أن هذه البرامج لا يمكن أن تكفي وحدها لبلوغ كل تلك الأهداف
المشروعة.فتثقيف الناخبين يجري في أثناء الاستحقاق الانتخابي وفي سياق سياسي، وهو لا يمكن أن يحلّ محلّ تخطيط انتخابي جيّد، ولا محلّ تطبيق آليات سياسية عادلة وديمقراطية.
المبادىء الرئيسية
ينبغي أن تُدرج في برامج تثقيف الناخبين مبادىء رئيسية منها :
- الإعلام والتثقيف مترابطان على نحو وثيق:يميل مديرو الانتخابات إلى التمييز بين مهامهم الاتصاليَّة وتلك الإعلاميَّة أو التثقيفيَّة. فالأنشطة الاتصاليَّة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسيرورة اتّخاذ القرارات، في حين أن الأنشطة التثقيفيَّة تندرج في هدف آخر أكثر تخصُّصاً.
ولا بدّ من التوفيق بين هذه المهام الثلاث. ومن الممكن تعزيز دور كلّ من هذه الأنشطة بفضل دعاية فعّالة متمحورة حول السيرورات الإدارية للانتخابات، وبفضل حملات إعلامية انتخابية وبرامج تثقيفية متمحورة حول دور الانتخابات.
ويتعيَّن على المسؤولين عن التثقيف أن يطلبوا تعليقات الناخبين وممثّلي الأحزاب السياسية والجمهور الواسع إذا أرادوا أن يحسنوا توجيه حملاتهم الإعلامية؛ كما يتعيَّن عليهم أن ينقلوا معلومات موافَق عليها من قبل مديري الانتخابات لكسب ثقة الناخبين.
في الواقع، يُظهر هذا القسم أهمية مشاركة مديري الانتخابات في البرامج التثقيفية، ويبيّن، بأوجه شتى، كيف يمكن أن تساهم المواقف الإيجابية والحكيمة لمديري الانتخابات في تخفيف الموازنة المخصَّصة للتثقيف. إنّ مختلف تقنيات الاتصالات والإعلام والتثقيف متداخلة. وعليه، تمثّل تقنيات الدعاية والتسويق مكمّلاً جيداً لطرق التثقيف الجماهيري والجماعي. وينبغي أن يرتكز اختيار الطرق على الهدف المقصود والسياق المعني والموارد المتاحة، وليس على رأي مسبق بما يجدر فعله.
برامج تثقيف الناخبين
الفنون والثقافة
الاعتبارات الإدارية
إدارة بطيئة أحياناً بسبب التعدّد
تواصل صعب أحياناً بين المسؤولين عن التثقيف والفنانين
الاعتبارات المالية
نفقات أساسية مرتفعة
إمكان تحقيق انعكاسات مفيدة
وسائل الإعلام
الاعتبارات الإدارية
جمهور واسع جداً (من المستمعين والمشاهدين)
صعوبة تقويم الانعكاسات
الاعتبارات المالية
تكاليف مرتفعة
المطبوعات
الاعتبارات الإدارية
ضرورة التعاون الوثيق بين المسؤولين عن التثقيف والناشرين.
الاعتبارات المالية
تكاليف الوحدة منخفضة - تكاليف التوزيع والتخزين مرتفعة
المقابلات الشخصية
الاعتبارات الإدارية
إدارة بطيئة بالنسبة إلى المسؤولين عن التثقيف.
الاعتبارات المالية
تكاليف منخفضة إذا تمَّت الاستعانة بالعمل التطوعي.
الإفادة القصوى من العمل التطوّعي
غالباً ما يفتقر مديرو الانتخابات إلى المال الكافي حين يحين أوان وضع البرامج التثقيفية التي تكون أحياناً مكلفة جداً وصعبة الإدارة. ويتعيَّن على المسؤولين عن إعلام أو تثقيف الناخبين أن يسعوا للاستعانة في أكثر الأحيان بالعمل التطوعي والمجاني.
وهكذا، ينبغي على مديري الانتخابات، بدلاً من إنشاء دوائر تثقيفية ضخمة ومن محاولة القيام بكل شيء بأنفسهم، أن يعدّوا خططاً دقيقة لتشجيع مشاركة المواطنين في هذا المجال. ومن حسنات هذا الحلّ أنه يحدّ من التكاليف الإدارية ويُشرك المواطنين في السيرورة الانتخابية والديمقراطية.
ثمة اختيار متاح لمديري الانتخابات بين طرائق عدة، وبفضل تقدّم تقانة الإعلام، يستطيع الناخبون أن يؤدوا دوراً مباشراً أكثر فأكثر في تثقيف الناخبين. ويجب أن تكون تحت تصرّف المسؤولين عن التثقيف منافذ إلى جميع أنواع المعلومات، من نشرات إعلامية وتعليمات، إضافة إلى موارد أخرى مثل الملصقات والرسوم. وعلى مديري الانتخابات أن يلتقوا دورياً وسائل الإعلام والمنظمات الأهلية لتحفيزها على المشاركة.
يجب أن تقوم الأنشطة التثقيفيَّة على أهداف محدَّدة لا على طرائق معيَّنة:
هناك مجموعة واسعة من الطرائق لتثقيف الناخبين. لكنَّ بعضها أكثر فاعلية وأقلّ كلفة من البعض الآخر. وقبل اختيار طريقة معيَّنة، من المفيد تحديد أهداف واضحة. ويمكن الاختيار بين طرائق عدّة لقلّة الموارد المالية أو بسبب عامل الوقت دون المساس بهدف البرنامج.
المسؤولية في بعض البلدان، تُناط مسؤولية تثقيف الناخبين (المتمحور حول طريقة التصويت وأهمية ممارسة حق الاقتراع) بالأحزاب السياسية، لأن القيام بهذا النشاط بطريقة محايدة أمر مستحيل بحسب عقليَّة هذه البلدان. وفي بلدان أخرى، لا توجد أية مشكلة، في حين لا يبدو التثقيف المحايد ممكناً في أماكن أخرى إلاَّ إذا اقترن برقابة صارمة جداً. إذاً، على كل بلد أن يجد المقاربة التي تناسبه، وخصوصاً إذا كان ينوي تنظيم العملية أو قوننتها؛ غير أن معظم البلدان تميل إلى عدّ إعلام الناخبين كنشاط أساسي في السيرورة الانتخابية، والتثقيف كمهمة من مهمات الجهاز الانتخابي أو أي جهاز حكومي آخر. أما التثقيف الأعمُّ حول الديمقراطية نفسها، فيُترك للتجربة المُعاشة أو لمبادرة المواطنين.
إزاء قلّة اهتمام الشبان بالسيرورة الانتخابية وبممارسة واجباتهم المدنية، تتساءل بعض الديمقراطيات العريقة، منذ مدة، حول مدى "عمق" نظامها الديمقراطي. ويُحكى أكثر فأكثر عن إدخال التربية المدنية في البرامج المدرسية. كما يدور تساؤل إذا لم يكن ثمة ما يدعو إلى تغيير الديمقراطية ونظام الحكم أو النظام الانتخابي، بدلاً من المراهنة بصورة أساسية على تثقيف الناخبين. وللأسف، إنَّ الجدل حول المشاركة المدنية والديمقراطية يظلّ بعيداً من الجدل المتعلِّق بتثقيف الشعب.
يشير هذا القسم إلى هذه المناقشات وإلى بعض البرامج المدرسية، لكنه يتناول بصورة أساسية أفضل الطرائق لتثقيف الراشدين.
التخطيط
إنّ مراحل التخطيط لبرامج تثقيف الناخبين هي التالية:
01 صياغة تفويض الجهاز المسؤول عن البرنامج:
يتعيَّن على الجهاز المسؤول أن يحدّد تفويضه التشريعي أو التعاقدي. وإذا كان الجهاز قد فوَّض نفسه بنفسه (جهاز غير حكومي)، فمن واجبه أن يصوغ بوضوح دوره وأهدافه.
02 تحليل الوسط: لكل بلد خصائصه الذاتية، وكل انتخاب يجري في سياق اجتماعي- اقتصادي، سياسي وثقافي خاص. وهذا السياق يحدّد اختيار الرسائل التي سيتمّ بثّها، والطرق المستخدمة والكوادر البشرية اللازمة. بناء عليه، تقوم المرحلة الأولى على إجراء تحليل معمَّق للوسط. وعلى الأمد الطويل، سوف يمكّن هذا التحليل من تحقيق اقتصاد في المال والوقت.
03إعداد الاستراتيجية: بعد ذلك، يتعيَّن على المسؤولين عن تخطيط البرامج تنفيذ الخطوات التالية: - تحديد مجموعة الأدوات التي سيستخدمونها للإعلام والتثقيف: وسائل الإعلام، مؤسسات تعليمية، منظمات أهلية، مقابلات شخصية، مطبوعات، برامج إذاعية أو تلفزيونية.
- إيجاد شركاء.
- صوغ الرسائل الملائمة.
04إعداد البرنامج:
حين تحدَّد الاستراتيجية، يكون أمام المخطّطين الاختيار بين مجموعة واسعة من الطرائق التثقيفية المجرَّبة كي يبلغوا أهدافهم بأفضل ما يمكن من الفاعلية والجدوى والسرعة. ويصف هذا القسم الطرق المتاحة المتعددة، والتي يستهدف بعضها جمهوراً معيّناً: الأميّون، الأشخاص القليلو التعلّم، الأشخاص المقيمون في مناطق ريفيَّة أو في المراكز الحضرية الكبرى. ففي عالم اليوم المعقَّد، حيث تختلط تقانة الإعلام بالتقاليد الإثنية والفلسفية، لا شكَّ في أن تثقيف الناخبين عمل يتطلَّب قدراً كبيراً من الإبداع.
تنفيذ البرامج: ينبغي أن ينفَّذ البرنامج بالتعاون مع مديري الانتخابات. وفي فترة الانتخابات، قد تكون روزنامة التحرّك مضغوطة جداً.
المتابعة والتقويم
يمكن أن تتابَع البرامج التثقيفيَّة من كثب، وأن تخضع للتقويم، لأن الآمال سامية ومن الصعب جداً تقويم النجاح في تحقيقها.
استخلاص العبَر
على المسؤولين أن يستخلصوا العبَر التي ستساعدهم على إعداد البرامج المقبلة. وقد يضطرّون أحياناً إلى تقويم كل مرحلة من مراحل البرنامج المنفَّذ بهدف تحديد إطار البرنامج المقبل على وجه أفضل، ورسم الاستراتيجية المقبلة.
تأثير التخطيط في التكاليف والفاعلية يساهم التقويم الدوري للبرنامج في تقليص دورة التخطيط وكلفة البرنامج المقبل، كما يتيح التقويم الجيّد تحسين كفايات الموظفين وخبراتهم، وبالتالي خفض النفقات. إضافةً إلى ذلك، يسمح بترسيخ المفهوم الديمقراطي على نحو أعمق في ثقافة البلد. وهذا يتطلَّب الانتظام والاستمرارية.
للأسف، هناك أمثلة تثبت أن الأنشطة الإعلامية والتثقيفية التي تُقام في أثناء استحقاق انتخابي ليس لها سوى تأثير ضعيف جداً في البرنامج التثقيفي للانتخابات اللاحقة. فالبلدان التي تلزم مديري الانتخابات بتقديم تقارير بصورة دورية، وليس وقت الاستحقاق الانتخابي فقط، والتي تحثّهم على تقويم أنشطتهم هي التي تقدّم البرامج الأكثر ترابطاً والأكثر فاعلية.
يقدّم هذا القسم، بدلاً من أن يعرض دراسة حالات، عيّنات عديدة من وثائق تثقيفية مستخدمة في سياقات شتى. ولكن، للأسف، حتى هذه الأمثلة ليست شاملة.
وتبقى خير وسيلة لنشر المعلومات هي "التلقيح المتقاطع" لآليات آتية من عدد كبير من القيّمين على التثقيف، المهتمّين بتبادل ملاحظاتهم في إطار ندوات، وبرامج تبادل ومناقلات قصيرة الأجل.
اعتبارات إدارية ومالية أخرى
عام 1994، خصَّص جهاز في جنوب أفريقيا الكثير من المال والوقت لإنتاج شريط فيديو تثقيفي حول اجراءات الاقتراع. وقد أُنجز الشريط في اليوم نفسه الذي تقرَّر فيه تغيير الاجراءات واستخدام بطاقتَي اقتراع بدلاً من واحدة.
وثمة أمثلة عديدة أخرى تُظهر إلى أيّ مدى تنقل الوثائق التثقيفية أحياناً معلومات خاطئة (مواعيد، تدابير، أسماء مديرين، رموز، شكل بطاقة الاقتراع وأنظمة). فالقيّمون على التثقيف يحتاجون إلى الوقت لإعداد الوثائق ونشرها؛ وفي غياب التعاون الوثيق بين مديري الانتخابات والمسؤولين عن التثقيف، لا مفرّ من الوقوع في أخطاء مكلفة.
غير أن المسؤولين عن التثقيف يقيمون علاقات يومية مع الناخبين. وهم بالتالي في وضع يمكّنهم من الحكم بأن الناخبين لن يتقبَّلوا نظام اقتراع جديداً أو قراراً متعلّقاً بتنظيم مكاتب الاقتراع أو بسلوك الأحزاب. فلا جدوى إذاً من إضاعة المال والوقت لخلق برامج تثقيفية معقَّدة بغية التعويض من قرارات غير حكيمة أو عن أنظمة بالغة التعقيد. فالتخطيط الطويل الأمد يسمح بتقويم البرنامج قبل البدء بتنفيذه لتصحيح الأخطاء الواردة فيه، والتفاوض على أفضل الأسعار مع مقدّمي الخدمات وإجراء التعديلات اللازمة لتحسين التنسيق ومضاعفة الأنشطة.
على العموم، يمثّل تثقيف الناخبين عنصراً أساسياً من عناصر الموازنة الانتخابية، وخصوصاً إذا كان مرتبطاً بالنفقات الدعائية والإعلامية. بيد أنه لا ينبغي عدّه نشاطاً "اختيارياً"، منفَّذاً مجاناً أو منوطاً بآخرين. ويتعيَّن على مديري الانتخابات أن يتأكّدوا من أن الأشخاص المكلّفين تخطيط البرامج التثقيفية يشاركون في وضع الموازنة الأصلية وتقديرات الموازنة.
ابو نور الهدى الناصري- المساهمات : 55
تاريخ التسجيل : 05/03/2008
رد: تثقيــــــــف الناخبيــــــــــن
الانتخابات
وما ادراك ما الانتخابات وما ادراك ما ستفرز الانتخابات
والحيادية وما ادراك ما الحيادية
موضوعك شيق جدا لا سيما اننا مقبلين على انتخابات مجالس المحافظات
حفظك الله اخينا ابو نور الهدى
وما ادراك ما الانتخابات وما ادراك ما ستفرز الانتخابات
والحيادية وما ادراك ما الحيادية
موضوعك شيق جدا لا سيما اننا مقبلين على انتخابات مجالس المحافظات
حفظك الله اخينا ابو نور الهدى
رد: تثقيــــــــف الناخبيــــــــــن
الدعاية والتسويق الاعلامي هما عنصران مهمان
والقنوات الاعلامية هما ابرز مميزات الحملة الانتخابية
موضوع جيد ومناسب لوقته خاصة ان الانتخابات قادمة
شكرا جزيلا
والقنوات الاعلامية هما ابرز مميزات الحملة الانتخابية
موضوع جيد ومناسب لوقته خاصة ان الانتخابات قادمة
شكرا جزيلا
احمد الساعدي- المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 01/03/2008
العمر : 62
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى