السلطة في القرآن ومفرزات السقيفة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السلطة في القرآن ومفرزات السقيفة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهّم صلّ على محمّدوعلى آلِ محمّد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أورد القرآن الكريم بعض المقوّمات المطلوبة من الحاكم أو الخليفة لكي يسلك بالأمـّة نهجاً قويماً يضمن صلاح الفرد والأمـّة معاً . . . وفق الشريعة التي رسمها لنا المولى القدير بما يتناسب مع طبيعة النفس البشرية . . . حيث بـُعث الإسلام ليحارب ظاهرة سلطة الملوك والسلاطين الذين يحكمون ويتسلـّطون على عباد الله بغير حقّ ولا يحكمون بالقسط جاء الإسلام ليقوم ولاة الأمر بالحكم بما أنزل الله ومحاربة الظلم والبغي والمنكر الفجور والاستبداد بالأموال والاستئثار بالسلطة . . ! هذا التسلـّط الذي أعاده ومهـّد له الخلفاء الثلاثة الأوائل وتابع به معاوية ومَن تبعه ! ! ! ولذا كان النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام حريصاً على تطبيق القوانين الإلهيـّة العادلة على جميع الأمـّة بلا استثناء . . . كما أكدّ على ضرورة الحفاظ على حقوق غير المسلمين كأداء الأمانة والوفاء بالعهود والحكم بينهم بالقسط . . . وهل ننسى هذا الحديث : { لو أنّ فاطمة بنت محمـّدٍ سرقت لقطعتُ يدها } ولقد أعطى القرآن بعض المواصفات اللازمة لاستلام السلطة كما نقرأ في الآية الكريمة : { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيّهُمْ إِنّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنّىَ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مّنَ الْمَالِ قَالَ إِنّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } وكما ورد في سورة يوسف عليه السلام : { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىَ خَزَآئِنِ الأرْضِ إِنّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } وهي هنا العلم والأمانة والوقاية . . . وفي آية أخرى : { يا داوود إنـّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحقّ ولا تتـّبع الهوى فيضلـّكَ عن سبيل الله . . .} وهنا نجد وجوب الحكم بالحقّ وعدم اتباع الهوى . . . ولم يفوتكم طبعاً أنّ كلّ مَن تولـّى السلطة بعد خاتم المرسلين إلى يومنا هذا لم تكن فيه جميع هذه المواصفات { عدا أمير المؤمنين عليه السلام } . . . بل تشوّه الدين وتمزّق بين أيديهم وأصبح لعبةً ومطيةً يحرّكونها وفقاً لمصالحهم وأطماعهم بل حاربوا به أصحاب الحقّ وباسم الدين وبأموال خزينة المسلمين ! ! ! وعندما استلم أمير المؤمنين عليه السلام أعطى خير مثالٍ للحاكم العالم الأمين الحفيظ القائم بالقسط المحق للحق والمحارب للباطل . . . و كان عليه السلام أحرص الناس على أموال خزينة المسلمين . . . وعلى توزيع ما فيها بالتساوي بين المؤمنين . . { ولم يرضَ أن يحدّث طالب حاجةٍ مستعملاً مصباح الخزينة . . . بل طلب منه الخروج كي لا يهدر زيت المصباح لأغراضه الشخصيـّة } كما أبى أن يعطي أعز أقربائه شيئاً من خزينة المسلمين . . . وكان يرفض أن يشتري من البائعين عندما يشعر أنـّهم قد خفضـّوا أسعارهم احتراماً لمنزلته كحاكم للمسلمين . . . بل أبى أن يبات شبعاناً وفي أطراف المدينة مسكين جائع ! ! ! وأما عن علمه وتقواه وزهده وقسطه وحكمته وشجاعته وعبادته وفضائله فهو غني عن التعريف فكان عليـّاً عليه السلام هو الإسلام في جميع سلوكه ونهجه ومسيرته فأين الثرى مِن الثريـّا ؟ ! ؟ ! ؟ وهل سبب الخلاف بين المسلمين منذ ذاك الحين غير استلام السلطة مَن هو غير أهلها ! ؟ ! ؟ ومَن الذي مهـّد له وعصى رسول الله والأئمة مِن بعده عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام ؟ ! ؟ ! ؟ نعم لقد حاولو الاستفادة من السلطة الدينيـّة لتحقيق الأطماع الشخصيـّة والتسلّط على رقاب المسلمين . . . فكما تلاحظون أنـّه في حين جاء الإسلام يحارب هذه الظواهر وسلطة الحكـّام الجائرين . . . أعاد هؤلاء هذه الظاهرة بقوّة مستفيدين من السلطة الدينيـّة التي تكالبوا عليها وراح ضحيـّتها مئات الآف من الأبرياء . . . أي كان الدين مطيةً لتحقيق مآربهم وأداة قوّة وساتراً شرعيـّاً لجرائمهم التي امتدت مئات السنين ! ! ! فأصبحت جميع جرائمهم وسرقاتهم مشروعة ومباركة وعلنيـّة ورسميـّة ومباحة ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! وتحت غطاء الدين ! ! ! بدل أن يكون رادعاً ووازعاً لمحاربة الأهواء والأطماع والشهوات . . . وبدل أن يكون منهجاً وشريعة للالتزام بالصراط القويم. . . فأعزوا مَن أراد له الله الذلّة وأذلـّوا من ارتضى له العزّة . . . فإلى متى سنتستـّر على هذا التاريخ المخزي وعلى سلاطين الفسق والفجور والذين شوّهوا معالم الدين وأضرّوا بمصالح الأمـّة وتصرّفوا بخيراتها في سبيل الاحتفاظ بكرسي السلطة لهم ولذراريهم ؟ ! ؟ ! ؟ وهل من العقل أو الإيمان أن يستوي عندنا :
الضحيـّة والجاني ؟ ! ؟
والمقتول والقاتل ؟ ! ؟
والبروالفاجر ؟ ! ؟
والهادي والمضل ؟ ! ؟
والعادل والظالم ؟ ! ؟
والصالح والطالح ؟ ! ؟
والعالم والجاهل ؟ ! ؟
وهل يريدوا منـّا أن نحب الطرفين ؟ ! ؟ ! ؟ ! ؟
بل متى سنصحو من غفلتنا ومن ضياعنا ومن جهلنا ؟ ! ؟ ! ؟
فإنـّا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم . . .
والحمد لله ربّ العالَمين
اللهّم صلّ على محمّدوعلى آلِ محمّد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أورد القرآن الكريم بعض المقوّمات المطلوبة من الحاكم أو الخليفة لكي يسلك بالأمـّة نهجاً قويماً يضمن صلاح الفرد والأمـّة معاً . . . وفق الشريعة التي رسمها لنا المولى القدير بما يتناسب مع طبيعة النفس البشرية . . . حيث بـُعث الإسلام ليحارب ظاهرة سلطة الملوك والسلاطين الذين يحكمون ويتسلـّطون على عباد الله بغير حقّ ولا يحكمون بالقسط جاء الإسلام ليقوم ولاة الأمر بالحكم بما أنزل الله ومحاربة الظلم والبغي والمنكر الفجور والاستبداد بالأموال والاستئثار بالسلطة . . ! هذا التسلـّط الذي أعاده ومهـّد له الخلفاء الثلاثة الأوائل وتابع به معاوية ومَن تبعه ! ! ! ولذا كان النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام حريصاً على تطبيق القوانين الإلهيـّة العادلة على جميع الأمـّة بلا استثناء . . . كما أكدّ على ضرورة الحفاظ على حقوق غير المسلمين كأداء الأمانة والوفاء بالعهود والحكم بينهم بالقسط . . . وهل ننسى هذا الحديث : { لو أنّ فاطمة بنت محمـّدٍ سرقت لقطعتُ يدها } ولقد أعطى القرآن بعض المواصفات اللازمة لاستلام السلطة كما نقرأ في الآية الكريمة : { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيّهُمْ إِنّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنّىَ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مّنَ الْمَالِ قَالَ إِنّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } وكما ورد في سورة يوسف عليه السلام : { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىَ خَزَآئِنِ الأرْضِ إِنّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } وهي هنا العلم والأمانة والوقاية . . . وفي آية أخرى : { يا داوود إنـّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحقّ ولا تتـّبع الهوى فيضلـّكَ عن سبيل الله . . .} وهنا نجد وجوب الحكم بالحقّ وعدم اتباع الهوى . . . ولم يفوتكم طبعاً أنّ كلّ مَن تولـّى السلطة بعد خاتم المرسلين إلى يومنا هذا لم تكن فيه جميع هذه المواصفات { عدا أمير المؤمنين عليه السلام } . . . بل تشوّه الدين وتمزّق بين أيديهم وأصبح لعبةً ومطيةً يحرّكونها وفقاً لمصالحهم وأطماعهم بل حاربوا به أصحاب الحقّ وباسم الدين وبأموال خزينة المسلمين ! ! ! وعندما استلم أمير المؤمنين عليه السلام أعطى خير مثالٍ للحاكم العالم الأمين الحفيظ القائم بالقسط المحق للحق والمحارب للباطل . . . و كان عليه السلام أحرص الناس على أموال خزينة المسلمين . . . وعلى توزيع ما فيها بالتساوي بين المؤمنين . . { ولم يرضَ أن يحدّث طالب حاجةٍ مستعملاً مصباح الخزينة . . . بل طلب منه الخروج كي لا يهدر زيت المصباح لأغراضه الشخصيـّة } كما أبى أن يعطي أعز أقربائه شيئاً من خزينة المسلمين . . . وكان يرفض أن يشتري من البائعين عندما يشعر أنـّهم قد خفضـّوا أسعارهم احتراماً لمنزلته كحاكم للمسلمين . . . بل أبى أن يبات شبعاناً وفي أطراف المدينة مسكين جائع ! ! ! وأما عن علمه وتقواه وزهده وقسطه وحكمته وشجاعته وعبادته وفضائله فهو غني عن التعريف فكان عليـّاً عليه السلام هو الإسلام في جميع سلوكه ونهجه ومسيرته فأين الثرى مِن الثريـّا ؟ ! ؟ ! ؟ وهل سبب الخلاف بين المسلمين منذ ذاك الحين غير استلام السلطة مَن هو غير أهلها ! ؟ ! ؟ ومَن الذي مهـّد له وعصى رسول الله والأئمة مِن بعده عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام ؟ ! ؟ ! ؟ نعم لقد حاولو الاستفادة من السلطة الدينيـّة لتحقيق الأطماع الشخصيـّة والتسلّط على رقاب المسلمين . . . فكما تلاحظون أنـّه في حين جاء الإسلام يحارب هذه الظواهر وسلطة الحكـّام الجائرين . . . أعاد هؤلاء هذه الظاهرة بقوّة مستفيدين من السلطة الدينيـّة التي تكالبوا عليها وراح ضحيـّتها مئات الآف من الأبرياء . . . أي كان الدين مطيةً لتحقيق مآربهم وأداة قوّة وساتراً شرعيـّاً لجرائمهم التي امتدت مئات السنين ! ! ! فأصبحت جميع جرائمهم وسرقاتهم مشروعة ومباركة وعلنيـّة ورسميـّة ومباحة ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! وتحت غطاء الدين ! ! ! بدل أن يكون رادعاً ووازعاً لمحاربة الأهواء والأطماع والشهوات . . . وبدل أن يكون منهجاً وشريعة للالتزام بالصراط القويم. . . فأعزوا مَن أراد له الله الذلّة وأذلـّوا من ارتضى له العزّة . . . فإلى متى سنتستـّر على هذا التاريخ المخزي وعلى سلاطين الفسق والفجور والذين شوّهوا معالم الدين وأضرّوا بمصالح الأمـّة وتصرّفوا بخيراتها في سبيل الاحتفاظ بكرسي السلطة لهم ولذراريهم ؟ ! ؟ ! ؟ وهل من العقل أو الإيمان أن يستوي عندنا :
الضحيـّة والجاني ؟ ! ؟
والمقتول والقاتل ؟ ! ؟
والبروالفاجر ؟ ! ؟
والهادي والمضل ؟ ! ؟
والعادل والظالم ؟ ! ؟
والصالح والطالح ؟ ! ؟
والعالم والجاهل ؟ ! ؟
وهل يريدوا منـّا أن نحب الطرفين ؟ ! ؟ ! ؟ ! ؟
بل متى سنصحو من غفلتنا ومن ضياعنا ومن جهلنا ؟ ! ؟ ! ؟
فإنـّا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم . . .
والحمد لله ربّ العالَمين
ابو نور الهدى الناصري- المساهمات : 55
تاريخ التسجيل : 05/03/2008
رد: السلطة في القرآن ومفرزات السقيفة
فعلا تساؤلات ملفتة للنظر
الى متى ربما نحيل هذه الاسئلة الى المتسلطين على رقاب المسلمين لكي يعطونا اجوبة ولن يعطونا
نعم ا( وفي اذانهم وقرا )
مقالة مميزة جدا اخ ابو نور الهدى
الى متى ربما نحيل هذه الاسئلة الى المتسلطين على رقاب المسلمين لكي يعطونا اجوبة ولن يعطونا
نعم ا( وفي اذانهم وقرا )
مقالة مميزة جدا اخ ابو نور الهدى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى