فقــــــــــــــه المظاهــــــرات

فقه المظاهرات

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً (النساء:71) ورد عن ابي عبد الله الصادق (ع) ما من رهط اربعين رجلاً اجتمعوا فدعوا الله عز وجل في امر إلا استجاب الله سبحانه لهم، فإن لم يكونوا اربعين فاربعة يدعون الله عشر مرات إلا استجاب الله سبحانه لهم ، فأن لم يكونوا اربعةً فواحدٍ يدعو الله اربعين مرةٍ فيستجيب الله العزيز الجبار لهُ.
المظاهرة بمفهومها الحديث تعتبر من ادوات استقراء الرأي الجماهيري وهي تعبر عن مطلب يؤمن به عدد كبير من الناس وهو من الوضوح والاهمية بمكان بحيث يتواعدون عليه في مكان واحدٍ وتحت شعارات متشابهة للتعبير عنه. وهي موجهة في الظاهر ألي جهة سلطوية يحتمل ان تؤثر فيها آراء الجماهير او تؤثر في فضيحتها بعد ان عجزت وسائل التفاهم الاخرى عن ذلك وهي تحمل بوضوح فكرة الاعتراض وتلوح بالغضب الجماهيري على الطرف الآخر أن استمر بتجاهلهِ لارادة الجماهير الغاضبة .
غير ان للمظاهرة مع ذلك فلسفة خاصة ولها آثار نفسية وآداب ومتعلقات اخرى كثيرة سنوجز منها مايلي:
*إن الخروج للمظاهرة هو مظهر من مظاهر الطاعة الجماهيرية للحوزة الشريفة بمرجعيتها الصالحة التي هي الممثل الشرعي للامام المغيب (عج) واطاعتها اطاعة الله سبحانهُ ، والآمر بالمظاهرة يجب ان يكون هو الحوزة الشريفة او من يمثلها من منطقة المكلف .ولا طاعة لمن يأمر بها من غير الحوزة مهما كانت القضية واضحة إلا بالاستئذان من الحوزة الشريفة .
*وللمظاهرة عدد تصبح معهُ فاعلة وبأقل من هذا العدد يأثم الجميع ممن لم يحضروها فهي واجب اجتماعي (كفائي) يجب ان يقوم بها العدد الكافي من ابناء المجتمع .
*ان الجهة التي يجب ان تتوجه اليها نفوس المتظاهرين وتتعلق بها رغباتهم هي الله تعالى، وان التعلق بغير الله سبحانهُ سبباً لفشل جميع العمال قال تعالى "قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً" (الفرقان:77)
وورد في الحديث القدسي : وعزتي وجلالي وعلو شأني ومكاني ما امّل مؤمل غيري الا ارجعته بالخيبة والخسران .فعلينا عموماً ان نتعلق بالله وحده دون التوكل على عواطف المقابل او قوتنا الجماهيرية المستقلة او ادواتنا الاخرى للضغط . فالمظاهرة من هذا الباب هي عبارة عن نفوس مجتمعة وارادات متفقة على غاية واحدة فإن كانت وسائلها لتحقيق هذه الارادة واحدة في التعلق بالله وحده ( اذ انه سبحانه بيده الخير وهو على كل شئ قدير )ان كانت وسائلهم متشابهة فستتحقق الغاية المرجوة بإذنه تعالى .
والجماعة عادة سبب لنزول رحمات خاصة لا تنزل بصورتها الكاملة الا على جماعة . وبطبيعة الحال اننا نقصد بالجماعة التي تكون يد الله معهم لا مطلق الجماعة ومن الجماعات ما تكون سبب لنزول عذاب جماعي لا ينزل الا على جماعة.
*والمظاهرة بعد ذلك تعبر عن حركة تغييرية عامة في نفوس كثيرة فهي تعبير عن تغيير نفسي عام جعله الله سبحانه شرطا في التغيير الظاهري بقوله عز وجل : "…إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ…"(الرعد:11) ومن المتفق عليه ان الله سبحانه يعلم خافية الاعين وما تخفي الصدور ولا يحتاج الخروج بمظاهرة ليعلم ذلك. إلا ان التغيير لا يؤبه له عادةً بدون عمل والعمل خروج بالاعتقاد والعلم من التغيير النفسي الى مرحلة الفعلية، فلا قيمة للعلم بدون عمل ومن علم عمل ومن عمل علم والعلم يهتف بالعمل فإن اجابه وإلا ارتحل عنه.
*ان المظاهرة مرتبة من مراتب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي مقدمة ضرورية للمراتب الاخرى ووسيلة لنجاحها، وقد قيل انه لا بد لكل معركة من مقدمات اعلامية لتوضيح اهداف المعركة واقناع الرأي العام بأحقيّة الغاية التي استوجبت القتال، ولإقامة الحجة على الخصم وزيادة قناعة المقاتلين انهم على الحق وان عدوهم متطرف بالباطل.
*ان التجمعات عموماً لها اثر تربوي نفسي فهي تذكرة بمشاهد يوم القيامة رغم انه يومئذٍ ليست هنالك احتجاجات على سلطة جائرة بل الملك للواحد القهار، إلا ان هناك بالتأكيد رغبات واوامر عامة كالرغبة بمباشرة الحساب، والرغبة بالشفاعة، والتعلق بالحي القيّوم وغض البصر عن موكب الزهراء الفاطمة عليها السلام، والخشوع لمظاهر العظمة الآلهية… وهي ما يمكن التذكير به في التجمعات الدنيوية التي من اهم اشكالها التظاهرات بالمعنى الشائع… بعد الحج وصلاة الجمعة طبعاً…
*ان التظاهرات مناسبة لجمع المؤمنين على عمل يستحق ان تتحمس له الجماهير وهي رابطة وهّاجة تربط المؤمنين وتذكرهم بالمصير المشترك لهم وفيها من مظاهر الحماسة ما ينسيهم أي خلاف آخر وأي غلّ على بعضهم البعض بسبب اهداف أدنى.
*وان التظاهرات من علامات القوة للمجتمع المسلم يُظهر بها مقدار طاعته وقابليته للإنقياد لمرجعيته الصالحة وهي تُظهر قدرة الجماهير على تنظيم انفسهم وتفاعلهم الايجابي السريع مع الاحداث وبوقت قياسي عادةً خصوصاً مع الحركات السياسية الحالية في البلاد والعالم…
*وهي تدل على وعي الجماهير لمطالبها الحقيقية.. والمطالب المفهومة عادةً تسبب جذباً جماهيرياً اكبر.. والزيادة في دقة المطلب ستسبب غيابه عن ابصار الكثيرين طبعاً، إلا انه دالّةٌ على توفر النخبة الواعية والتي لا تهتم بالكثرة غير الواعية، وهي اقرب الى حصول الرحمات الآلهية وتنفيذ التغيير المنشود.
*ثم ان للمظاهرة آداباً فردية وأخرى اجتماعية-بناءاً على ما تقدم-نذكر منها على المستوى الفردي:
01ان يكون المتظاهر على معرفة بإهداف المظاهرة ووعي بالقضية ولا اقل من المعرفة والوعي الاجماليين بها.
02ان يصلي ركعتين ويتصدق بما يستطيعه لسلامة امامه قبل الخروج وان يكون المتظاهر على وضوء تام طيلة المظاهرة وان يكثر من ذكر الله والدار الآخرة.
03ان يرمي بنفسه لتتيقن ان التغيير بيد الله وحده وعدم الاتكال على الاسباب الاخرى.
04ان يوطّن نفسه عند الخروج على الاستعداد لطاعة الحوزة الشريفة مهما امرت به.
05ان يتوقع الفرج في كل لحظة من لحظات خروجه اما داعي الله سبحانه وهو على طاعته وطاعة رسوله، او قيام الساعة وهو على ذلك الامر، او خروج القائم عجل الله تعالىفرجه الشريف فإذا هم مستظلون برايته قد سبقوا الخلائق الى نصرته. او انهيار الخصم ورضوخه لإرادة الجموع المؤمنة وتحقق المصلحة الجماهيرية المرجوة.
06ان تظن أنك جزء من بناء متكامل عليك ان تقوم بدورك على احسن وجه وإلا فسيسري الخلل الى اجزاء اخرى منه ويستبدل الله بك غيرك. وتذكر قوله تعالى : "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ" (الصف:4)
اما الآداب الجماعية فهي:
01التذاكر بالمظاهرة قبل موعدها وشرح اهدافها ومدياتها والتشجيع على المساهمة فيها ليكونوا ممن تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
02من الافضل ان يجعل المتظاهرون بدء مسيرهم بعد احدى الفرائض في احد المساجد ويصلي بهم امام هو اكثرهم عملاً وتحمساً للقضية الآلهية، ثم ليوقّتوا وصولهم في الاوقات والاماكن المناسبة للمظاهرة.
03ان يؤمّروا عليهم من يثقون بكفاءته ووعيه وينظموا امورهم ويقسموا المهام على بعضهم ولا يتكلف بعضهم عمل الآخر إلا لضرورة. وان يطيعوا من أمّروه فإنما أمّروه بأمر الله تعالى ومعصيته معصيةٌ لله تعالى.
04ان يسيروا جماعات جماعات ولا ينفرد منهم واحد او جماعة عن الجماعة الاكبر إلا لضرورة او نحوه.
05ان يتركوا المزاح الزائد او الكلام في امور اقل اهمية مما هم فيه وان يذكروا ما يلهم الهمم من الثبات على طاعة الله وذكر الامام النتظر (عج) وشروط ظهوره التي منها توفر العدد الكافي من المخلصين الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم.
06ان يذكروا الشهداء من المؤمنين وبالخصوص العلماء منهم وبالاخص الصدرين الشهيدين فإنهما اكثر الشهداء وعياً في تاريخ التشيع.
07الصلاة على محمدٍ وآل محمد وقراءة سورة الفاتحة لأرواح المؤمنين والمؤمنات ومن ليس لهم ذاكر لتعزيز الرابطة الايمانية الروحية التي تكلمنا عنها في (وحدة المعركة..).
08إخفاء مظاهر الضعف حتى التي هي امام الله سبحانه عن اعين الجهة المعادية واظهار مظاهر عزة الاسلام والمسلمين "…وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ" (المنافقون:
09الاكثار من الادعية التي تذكر الامام المنتظر وتسأل الله ان يعجل ظهوره مثل دعاء " إلهي عظُمَ البلاء…" ودعاء "اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن …"
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن المهدي في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً اللهم هب لنا رأفته ورحمته ودعاءه برحمتك يا أرحم الراحمين.
والحمد لله رب العالمين

احسنت يا اخي في الله
ان ظاهرة كم الافواه وتخويف الناس ومنعهم من التظاهر السلمي كما يحدث الان بالقمع وتخويف الناس من جهة او اخرى
ان التظاهر هو دعم للحوزة الشريفة ومطالبها نعم
بارك الله فيك

احسنت اخي ابو نور نور الله دربك وفرج كربك قبل ان ينتهي شهر ربيع الاول بحق اول من امن بالقران

جعلنا الله واياكم اخي ابو حسن وجميع الاخوه في هذا المنتدى من المتمسكين بحبله القوي المتين واساله تبارك وتعالى دوام الصحة والعافية والسير في طريق الهدى لأصلاح ما افسده الدهر واسالكم جميعاً اخوتي الدعاء لأنني بحاجة له للخلاص من أمر جعل الله تبارك وتعالى امتحان لي واساله بحق المعصومين جميعاص ان يفرج كربتي 0 ودعائي لكم اخوتي بالتوفيق