خصائص الخطاب الإسلامي في العراق
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خصائص الخطاب الإسلامي في العراق
خصائص الخطاب الإسلامي في العراق
خطاب الشيخ اليعقوبي نموذجا
_________________________________
قسم الدراسات في فكر المرجعية الرشيدة في العراق
التجمع الإعلامي الرسالي في الانترنت
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
إن المتطلع والباحث في ((خطاب المرحلة)) يلمح فيه كل ميزات القيادة الإسلامية الصحيحة والناجحة متجسدة في فكر وسلوك ذلك الرجل - بحيث لا يدانيه سواه فيها - والتي سنذكرها في محلها من الدراسة إن شاء الله تعالى عند التعرض لمواصفات القيادة الناجحة على وجه العموم .. إلا إننا إذا أمعنا النظر وتعمقنا في دراسة هذا ((الخطاب)) وقعت أنظارنا على ميزات من نوع خاص لا نجدها في القيادات الأخرى تفردت بها شخصيته القيادية ، فأضفت على خطابه مع الجماهير لون من الجاذبية والدفء. ولعل أهم تلك الميزات ثمان، هي:
1. الحنكة والعمق في تحليل الحوادث وطرحها بشكل نقاط وإيصالها بيسر الى الأمة لتستفيد منها: فمثلاً.. نجد في خطابه حول ((الاستماع الى الأخبار في وقت الأزمات)) أن سماحته قد راح يحلل أسباب كثافة بث الأخبار في تلك الأوقات في خمس نقاط ساقها بيسر الى الأمة ليكشف بها عن السياسة العدوانية والخادعة للدول المستكبرة المسيطرة على جميع تلك القنوات تجاه الشعوب لاستعبادها وتسيير الرأي العام بالاتجاه الذي يخدم مصالحها، ثم عاد سماحته ليثقف الأمة من خلال ثمان نقاط سهلة الفهم والتطبيق بطرق الاستفادة من نشرات الأخبار بشكل واعٍ ومثمر وبنّاء . (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 2، 3، 5، 6، 11، 17، 43، 48، 64 ،...).
2. النظرة الشمولية والمستقبلية للأحداث ورصد كل جديد، ووضع الآليات المناسبة في وقت مبكر: فمثلاً.. نجد في ((خطاب المرحلة 13 )) أن سماحته قد وضع مشروعاً سياسياً للفترة الانتقالية وقدمه على طبق من ذهب لمجلس الحكم لإخراج العراق من الأزمة السياسية ، إلا أن سلطة الاحتلال قد أهملته ، ثم بعد عام كامل وبعد فشل العملية السياسية عادت سلطة الاحتلال والحكومة المؤقتة التي شكلها مجلس الحكم الى هذا المشروع وشكلت الجمعية التأسيسية بنفس خطته ، وكان بالإمكان تجنب كل نلك الخسائر لو أخذت به منذ البداية. (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة : 1، 3، 4، 6، 7، 9، 12، 14، 17، 18، 37، 39، 38، 40، 44، 46، 49، 51، 53، 62، 64،....).
3. الاهتمام بجميع شرائح المجتمع والتصدي لحل مشاكلهم مباشرة ودون وسيط: فمثلاً نجد في ((خطاب المرحلة 64 )) أن سماحته قد وجه خطابه الى رؤساء الجامعات العراقية وأساتذتها ، ليكشف عن أحد المشاكل التي أظهرها ما حدث لأساتذة الجامعات المصرية حيث راح يرمى هو وكتبه وأثاثه خارج الجامعة بمجرد صدور قرار ترقين قيده ، وبين سماحته العلة الكامنة من وراء ذلك ملفتاً أنظارهم الى أن العلم وحده لا يكفي للوصول الى التحضر بل لا بد من ضم الأخلاق إليه واضعاً بذلك العلاج المبكر، كيلا تصل الجامعات العراقية الى هذا الحال السيئ ، ثم راح سماحته يكشف عن المشاكل التي تحيط بالطلبة على جميع الأصعدة مع وضع الحلول الناجعة لكل نوع منها. (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 9، 12، 16، 19، 34، 40، 45، 46، 56، 57، 58، 59، 62،...).
4. الاهتمام بكل موقف إيجابي مهما كان صغيراً صدر من قبل أي شخص أو مجموعة، ومحاولة الإشادة به ودعمه معنوياً لرفع همة صاحبه : فمثلاً .. نجد في ((خطاب المرحلة 23 )) أن سماحته يلتفت الى موقف حدث من قبل سيدة عراقية تعمل موظفة في وزارة النفط حيث رفضت تفتيش الأمريكان لحقيبتها بواسطة الكلاب البوليسية وتحملت العقوبة التي عرضوها لها ؛ لأن تلك الحقيبة احتوت على نسخة من المصحف الكريم ، ليشيد بموقفها وينعتها بـالموظفة الشريفة الغيورة ، وصاحبة الإباء والشمم والوقفة الشجاعة ويشد على يديها ويضم صوته لأصوات كل من آزرها ، ويذكرها بأنها ستنال شفاعة القرآن الكريم يوم القيامة. (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة : 2، 5،10، 12، 28 ،45، 46، بيان 2 ، خطاب تهنئة بابا الفاتيكان ، كلمة الشكر لطلبة الدورات السريعة،.....).
5. التدرج في تثقيف الجماهير وإعطائهم استراتيجية العمل على شكل دفعات مرحلية للوصول بهم الى الهدف المأمول دون أن تفقد السلسلة حلقة واحدة : فمثلاً.. نجد في (( خطاب المرحلة 45 )) والذي ألقي في صلاة الجمعة في ساحة الفردوس في وسط بغداد أن سماحته قد أمر المؤمنين بالاحتجاج على فقرات في قانون إدارة العراق للمرحلة الانتقالية تشكل ثغرات كبيرة يمكن أن تكون مفتاحاً للشر كعدم اعتبار الإسلام المصدر الوحيد للتشريع ، وإقرار الفيدرالية ، وحق النقض لثلاث محافظات وغيرها محملاً أعضاء مجلس الحكم هذه الخيانة لدينهم وشعبهم ، داعياً طلبة الجامعات للإضراب ومحركاً الطلبة في مواكب الوعي الحسيني كل ذلك لتتعلم الأمة كيفية الضغط على الحكومة لاسترداد حقوقها المسلوبة بشكل حضاري ومنظم ، ليعود سماحته بعد ذلك في ((خطاب المرحلة 46)) مبيناً للأمة الإنجازات التي ترتبت على تفعيل دور المثقفين وطلبة الجامعات في استجابة عدد من تلك المطالب. (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 18، 40، 47، 53،....).
6. عدم تفويت أي موقف أو حادثة مأساوية دون أن يخاطب الجماهير ويواسيهم ويشد من عزمهم ويرفع معنوياتهم ويعطي الأمل في بيان ما يمكن أن تستفيده الأمة من تلك الحادثة لتحويل الهزيمة الى نصر : فمثلاً .. نجد في ((خطاب المرحلة 17 )) أن سماحته راح يعزي الأمة بمناسبة الحادثة التي أدت الى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم وثلة من المؤمنين بالقرب من ضريح أمير المؤمنين (ع) ويبين لها المقام الذي حصل عليه هؤلاء النخبة إذ اختارهم الله في يوم عظيم ومكان شريف وهم يؤدون أشرف عبادة وفي ذلك ما يهون الخطب ليجعل من تلك الحادثة نقطة إلتفات ووعي للجماهير لتتوجه الى ما ينبغي أن تفعله لتحول هذه المأساة الى خطوة انطلاق نحو تحقيق الأهداف العظيمة التي ترضي الله تعالى كإلفات النظر الى مضاعفة الهمة والجهد لإعداد جيل من العلماء والمفكرين والقادة ليعوضوا الخسارة فإن العالم إذا مات ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلا عالم مثله، وفي بيان سماحته بمناسبة حادث الاعتداء على مكتب السيد محمد سعيد الحكيم كذلك ليلفت انتباه المرجعيات الدينية الى ضرورة تبني مشروع وحدوي تواجه من خلاله الأخطار والتحديات كالذي وضع آليته سماحته من قبل في فكرة إنشاء (جماعة الفضلاء). (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 17، 27، 31، 32، 34، 39، 41، 47، 48، 64، 67،...).
7. ربط كل العواطف والمشاعر والسلوكيات بصاحب العصر الإمام المهدي عج والصلة بالله تعالى والتمسك بالشريعة: فمثلاً.. نجد سماحته في ((خطاب المرحلة 2)) يقول : ((لقد عانى الشعب العراقي الكريم ما لم يعانه شعب على مدى التأريخ، فقتل منه الملايين ، وسجن وشرد منهم ملايين أخرى ، وما ذلك لنقص فيه وانحطاط على ما أرجو بل لأنه الشعب الذي سيحتضن دولة العدل الإلهي في اليوم الموعود..))، ويطالب الأمة في نفس الخطاب أن تربط كل أعمالها به عج عن طريق تجديد البيعة له قائلاً: (( تجديد البيعة مع إمامنا وولينا بقية الله في أرضه الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) بوضع يدنا اليمنى بيدنا اليسرى لتكون الأولى عن الإمام (ع) والثانية عن المبايع، وأن تكون البيعة حقيقية بمعنى أن نطيعه ونعمل كل ما يرضيه ونتجنب ما يسخطه)). (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 7، 9، 10، 11، 22، 52، 65، 66، 67،....).
8. طرح المعارف الإسلامية عالية المضامين ضمن خطاباته مع إشباع تلك الخطابات بالآيات القرآنية: فمثلاً .. نجد في ((خطاب المرحلة 52)) أن سماحته راح يبين جملة من الحقائق في الرجوع الى الله عز وجل ومحاربة النفس لتحقيق النصر ، ثم يقول : ((ولو كان أولئك المتدينون قد أصلحوا أنفسهم قبل إصلاح الآخرين ومارسوا المقدمات المنتجة لصفاء النفس ونور القلب وعمق الإخلاص وقوة الإرادة وعفة الضمير لما عانوا ما عانوا، بل ولعلهم لم يحتاجوا في الحكمة الإلهية الى كل هذا البلاء الذي وقع عليهم ، وإنما كانوا مع شديد الأسف مصداقاً لقوله تعالى و إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) ولم يكونوا مصداقاً لقوله تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور))) . (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 7، 10، 15، 16، 17، 19،، 24، 21، 22، 25، 34، 37، 43، 46، 50، 53،....).
وأمام كل هذه الميزات وغيرها ، والتي انتزع فيها سماحته القِدْح المعلَّى ، وكان السابق في ميدان قيادة الأمة ، انقسمت الأمة نفسها بشأن قيادته الرائعة تلك الى عدة فئات ، إذا تركنا الغافلين عن واقعهم وما يجري في الساحة جانباً ، فنستطيع أن نذكر منها ثلاثاً على الأقل :
الأولى : فئة حاربته وحاولت تشويه صورته وإسقاطه في أعين الناس .
الثانية : فئة حاولت تغييب جهوده والتعتيم عليها والتفرد بالشهرة والظهور .
الثالثة : فئة اتبعته بالوهج العاطفي والعصبية دون أن تفهم أهدافه وتطلعاته .
التجـــمع الاعـــلامي الرســـالي
نحو اعلام اسلامي هـــادف
خطاب الشيخ اليعقوبي نموذجا
_________________________________
قسم الدراسات في فكر المرجعية الرشيدة في العراق
التجمع الإعلامي الرسالي في الانترنت
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
إن المتطلع والباحث في ((خطاب المرحلة)) يلمح فيه كل ميزات القيادة الإسلامية الصحيحة والناجحة متجسدة في فكر وسلوك ذلك الرجل - بحيث لا يدانيه سواه فيها - والتي سنذكرها في محلها من الدراسة إن شاء الله تعالى عند التعرض لمواصفات القيادة الناجحة على وجه العموم .. إلا إننا إذا أمعنا النظر وتعمقنا في دراسة هذا ((الخطاب)) وقعت أنظارنا على ميزات من نوع خاص لا نجدها في القيادات الأخرى تفردت بها شخصيته القيادية ، فأضفت على خطابه مع الجماهير لون من الجاذبية والدفء. ولعل أهم تلك الميزات ثمان، هي:
1. الحنكة والعمق في تحليل الحوادث وطرحها بشكل نقاط وإيصالها بيسر الى الأمة لتستفيد منها: فمثلاً.. نجد في خطابه حول ((الاستماع الى الأخبار في وقت الأزمات)) أن سماحته قد راح يحلل أسباب كثافة بث الأخبار في تلك الأوقات في خمس نقاط ساقها بيسر الى الأمة ليكشف بها عن السياسة العدوانية والخادعة للدول المستكبرة المسيطرة على جميع تلك القنوات تجاه الشعوب لاستعبادها وتسيير الرأي العام بالاتجاه الذي يخدم مصالحها، ثم عاد سماحته ليثقف الأمة من خلال ثمان نقاط سهلة الفهم والتطبيق بطرق الاستفادة من نشرات الأخبار بشكل واعٍ ومثمر وبنّاء . (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 2، 3، 5، 6، 11، 17، 43، 48، 64 ،...).
2. النظرة الشمولية والمستقبلية للأحداث ورصد كل جديد، ووضع الآليات المناسبة في وقت مبكر: فمثلاً.. نجد في ((خطاب المرحلة 13 )) أن سماحته قد وضع مشروعاً سياسياً للفترة الانتقالية وقدمه على طبق من ذهب لمجلس الحكم لإخراج العراق من الأزمة السياسية ، إلا أن سلطة الاحتلال قد أهملته ، ثم بعد عام كامل وبعد فشل العملية السياسية عادت سلطة الاحتلال والحكومة المؤقتة التي شكلها مجلس الحكم الى هذا المشروع وشكلت الجمعية التأسيسية بنفس خطته ، وكان بالإمكان تجنب كل نلك الخسائر لو أخذت به منذ البداية. (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة : 1، 3، 4، 6، 7، 9، 12، 14، 17، 18، 37، 39، 38، 40، 44، 46، 49، 51، 53، 62، 64،....).
3. الاهتمام بجميع شرائح المجتمع والتصدي لحل مشاكلهم مباشرة ودون وسيط: فمثلاً نجد في ((خطاب المرحلة 64 )) أن سماحته قد وجه خطابه الى رؤساء الجامعات العراقية وأساتذتها ، ليكشف عن أحد المشاكل التي أظهرها ما حدث لأساتذة الجامعات المصرية حيث راح يرمى هو وكتبه وأثاثه خارج الجامعة بمجرد صدور قرار ترقين قيده ، وبين سماحته العلة الكامنة من وراء ذلك ملفتاً أنظارهم الى أن العلم وحده لا يكفي للوصول الى التحضر بل لا بد من ضم الأخلاق إليه واضعاً بذلك العلاج المبكر، كيلا تصل الجامعات العراقية الى هذا الحال السيئ ، ثم راح سماحته يكشف عن المشاكل التي تحيط بالطلبة على جميع الأصعدة مع وضع الحلول الناجعة لكل نوع منها. (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 9، 12، 16، 19، 34، 40، 45، 46، 56، 57، 58، 59، 62،...).
4. الاهتمام بكل موقف إيجابي مهما كان صغيراً صدر من قبل أي شخص أو مجموعة، ومحاولة الإشادة به ودعمه معنوياً لرفع همة صاحبه : فمثلاً .. نجد في ((خطاب المرحلة 23 )) أن سماحته يلتفت الى موقف حدث من قبل سيدة عراقية تعمل موظفة في وزارة النفط حيث رفضت تفتيش الأمريكان لحقيبتها بواسطة الكلاب البوليسية وتحملت العقوبة التي عرضوها لها ؛ لأن تلك الحقيبة احتوت على نسخة من المصحف الكريم ، ليشيد بموقفها وينعتها بـالموظفة الشريفة الغيورة ، وصاحبة الإباء والشمم والوقفة الشجاعة ويشد على يديها ويضم صوته لأصوات كل من آزرها ، ويذكرها بأنها ستنال شفاعة القرآن الكريم يوم القيامة. (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة : 2، 5،10، 12، 28 ،45، 46، بيان 2 ، خطاب تهنئة بابا الفاتيكان ، كلمة الشكر لطلبة الدورات السريعة،.....).
5. التدرج في تثقيف الجماهير وإعطائهم استراتيجية العمل على شكل دفعات مرحلية للوصول بهم الى الهدف المأمول دون أن تفقد السلسلة حلقة واحدة : فمثلاً.. نجد في (( خطاب المرحلة 45 )) والذي ألقي في صلاة الجمعة في ساحة الفردوس في وسط بغداد أن سماحته قد أمر المؤمنين بالاحتجاج على فقرات في قانون إدارة العراق للمرحلة الانتقالية تشكل ثغرات كبيرة يمكن أن تكون مفتاحاً للشر كعدم اعتبار الإسلام المصدر الوحيد للتشريع ، وإقرار الفيدرالية ، وحق النقض لثلاث محافظات وغيرها محملاً أعضاء مجلس الحكم هذه الخيانة لدينهم وشعبهم ، داعياً طلبة الجامعات للإضراب ومحركاً الطلبة في مواكب الوعي الحسيني كل ذلك لتتعلم الأمة كيفية الضغط على الحكومة لاسترداد حقوقها المسلوبة بشكل حضاري ومنظم ، ليعود سماحته بعد ذلك في ((خطاب المرحلة 46)) مبيناً للأمة الإنجازات التي ترتبت على تفعيل دور المثقفين وطلبة الجامعات في استجابة عدد من تلك المطالب. (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 18، 40، 47، 53،....).
6. عدم تفويت أي موقف أو حادثة مأساوية دون أن يخاطب الجماهير ويواسيهم ويشد من عزمهم ويرفع معنوياتهم ويعطي الأمل في بيان ما يمكن أن تستفيده الأمة من تلك الحادثة لتحويل الهزيمة الى نصر : فمثلاً .. نجد في ((خطاب المرحلة 17 )) أن سماحته راح يعزي الأمة بمناسبة الحادثة التي أدت الى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم وثلة من المؤمنين بالقرب من ضريح أمير المؤمنين (ع) ويبين لها المقام الذي حصل عليه هؤلاء النخبة إذ اختارهم الله في يوم عظيم ومكان شريف وهم يؤدون أشرف عبادة وفي ذلك ما يهون الخطب ليجعل من تلك الحادثة نقطة إلتفات ووعي للجماهير لتتوجه الى ما ينبغي أن تفعله لتحول هذه المأساة الى خطوة انطلاق نحو تحقيق الأهداف العظيمة التي ترضي الله تعالى كإلفات النظر الى مضاعفة الهمة والجهد لإعداد جيل من العلماء والمفكرين والقادة ليعوضوا الخسارة فإن العالم إذا مات ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلا عالم مثله، وفي بيان سماحته بمناسبة حادث الاعتداء على مكتب السيد محمد سعيد الحكيم كذلك ليلفت انتباه المرجعيات الدينية الى ضرورة تبني مشروع وحدوي تواجه من خلاله الأخطار والتحديات كالذي وضع آليته سماحته من قبل في فكرة إنشاء (جماعة الفضلاء). (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 17، 27، 31، 32، 34، 39، 41، 47، 48، 64، 67،...).
7. ربط كل العواطف والمشاعر والسلوكيات بصاحب العصر الإمام المهدي عج والصلة بالله تعالى والتمسك بالشريعة: فمثلاً.. نجد سماحته في ((خطاب المرحلة 2)) يقول : ((لقد عانى الشعب العراقي الكريم ما لم يعانه شعب على مدى التأريخ، فقتل منه الملايين ، وسجن وشرد منهم ملايين أخرى ، وما ذلك لنقص فيه وانحطاط على ما أرجو بل لأنه الشعب الذي سيحتضن دولة العدل الإلهي في اليوم الموعود..))، ويطالب الأمة في نفس الخطاب أن تربط كل أعمالها به عج عن طريق تجديد البيعة له قائلاً: (( تجديد البيعة مع إمامنا وولينا بقية الله في أرضه الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) بوضع يدنا اليمنى بيدنا اليسرى لتكون الأولى عن الإمام (ع) والثانية عن المبايع، وأن تكون البيعة حقيقية بمعنى أن نطيعه ونعمل كل ما يرضيه ونتجنب ما يسخطه)). (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 7، 9، 10، 11، 22، 52، 65، 66، 67،....).
8. طرح المعارف الإسلامية عالية المضامين ضمن خطاباته مع إشباع تلك الخطابات بالآيات القرآنية: فمثلاً .. نجد في ((خطاب المرحلة 52)) أن سماحته راح يبين جملة من الحقائق في الرجوع الى الله عز وجل ومحاربة النفس لتحقيق النصر ، ثم يقول : ((ولو كان أولئك المتدينون قد أصلحوا أنفسهم قبل إصلاح الآخرين ومارسوا المقدمات المنتجة لصفاء النفس ونور القلب وعمق الإخلاص وقوة الإرادة وعفة الضمير لما عانوا ما عانوا، بل ولعلهم لم يحتاجوا في الحكمة الإلهية الى كل هذا البلاء الذي وقع عليهم ، وإنما كانوا مع شديد الأسف مصداقاً لقوله تعالى و إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) ولم يكونوا مصداقاً لقوله تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور))) . (وانظر على سبيل المثال خطاب المرحلة: 7، 10، 15، 16، 17، 19،، 24، 21، 22، 25، 34، 37، 43، 46، 50، 53،....).
وأمام كل هذه الميزات وغيرها ، والتي انتزع فيها سماحته القِدْح المعلَّى ، وكان السابق في ميدان قيادة الأمة ، انقسمت الأمة نفسها بشأن قيادته الرائعة تلك الى عدة فئات ، إذا تركنا الغافلين عن واقعهم وما يجري في الساحة جانباً ، فنستطيع أن نذكر منها ثلاثاً على الأقل :
الأولى : فئة حاربته وحاولت تشويه صورته وإسقاطه في أعين الناس .
الثانية : فئة حاولت تغييب جهوده والتعتيم عليها والتفرد بالشهرة والظهور .
الثالثة : فئة اتبعته بالوهج العاطفي والعصبية دون أن تفهم أهدافه وتطلعاته .
التجـــمع الاعـــلامي الرســـالي
نحو اعلام اسلامي هـــادف
ابن الجنوب- المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 05/03/2008
رد: خصائص الخطاب الإسلامي في العراق
احسنت وبارك الله فيك
نحن نحتاج الى مثل هذه التحليلات في فكر المرجعية
بارك الله فيك
نحن نحتاج الى مثل هذه التحليلات في فكر المرجعية
بارك الله فيك
احمد الساعدي- المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 01/03/2008
العمر : 62
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى